Site icon IMLebanon

«التوجه شرقاً»… خيار حتميّ مع انسداد الأفق وانهيار القطاعات

 

 

هل تفتح زيارة الوفد الروسي الباب لحلول بديلة… وما هي الموانع والعراقيل ؟

 

يجمع سياسيون على ان الانفراجة ان حصلت بتوفر البنزين والمازوت على محطات الوقود وفق سعر صرف الـ ٣٩٠٠، لن تكون الا مؤقتة لأن أزمة  الطوابير امام الصيدليات والأفران ومحطات الوقود  متلازمة للانهيار، وجزء من المشهد اللبناني الجديد الذي يتوزع بين العتمة، وتوقف  أجهزة الادارات ومعاملات الأمن العام والمالية والجمارك..

 

ليس سهلا الخروج من المأزق، فالأزمة بشقين سياسي واقتصادي، والمطلوب «إطفاء» الحياة وممارسة الضغوط على محاور سياسية معينة لارباكها، وصار معروفا ان ازمة البنزين أربكت حزب الله لأنها حطت في مناطقه، فاضطر السيد حسن نصرالله ان يطرح احضار البواخر الإيرانية الى مرفأ بيروت.

 

فالتوجه شرقا كما تؤكد مصادر سياسية، صار حتميا وخيار لا بد منه لاعادة الحياة الى المرافق اللبنانية االمتوقفة عن العمل، وفي هذا السياق، يأتي التحرك  الروسي الذي ظهر الى العلن  مؤخرا باجتماعات وفد روسي في وزارتي الطاقة والأشغال العامة والنقل لإطلاق عجلة الاستثمار في الكهرباء ومرفأي طرابلس وبيروت.

 

الدخول الروسي على خط الاعمار والإستثمار لن يكون سهلا وسالكا بسهولة، فزيارة الوفد الروسي الأخيرة استنفرت أبواق معترضة صوّبت على خيار الذهاب نحو الشرق، وتحدثت عن شركات مدرجة على لائحة العقوبات ولا تستوفي شروط المجتمع الدولي.

 

التوجه شرقا يتقدم لانسداد الأفق، ويبرز حماس قوى ٨ آذار ومنهم التيار الوطني الحر لأية حلول بديلة واستثمارات، وفق المعلومات، فان الاهتمام الروسي بالساحة اللبنانية واضح، حيث يعتبر الروس لبنان بوابة على البحر المتوسط متلازم لاعادة اعمار سوريا أيضا، وقد وضع لبنان منذ فترة في دائرة الترصد والمتابعة الروسية لعوامل الانهيار المالي والاقتصادي وقطاعات الدولة، كما لدى الروس «داتا» عن تعثر المصارف وسلوكياتها وملفات الفساد، وهذه المعلومات يتم اعتمادها لمعرفة كيفية المعالجة والتعاطي مع المرافق والمؤسسات المتعثرة.

 

وزيارة الوفد الروسي لشركة «hydro engineering construction» محطة لمجموعة أفكار ينوي الروس تطبيقها حيث يظهر الروس اليوم اهتماما بمصفاتي الزهراني والبداوي وبناء معامل كهرباء  وترميم مرفأ بيروت وتوسعة مرفأ طرابلس.

 

لبنان غارق في الأزمات، وقد تنفرج اذا استطاع حزب الله ان يجد حلا نفطيا، لكن ماذا عن الأزمات الأخرى وما يغرق به البلد، حيث ان المطلوب تحقيق اصلاحات وتوافق سياسي لتأليف حكومة والا الذهاب الى جهنم صار مؤكدا.

 

ومع ان الروس كما يؤكد سياسيون من محور ٨ آذار اتخذوا قرارا لا رجوع عنه بالاستثمار، وقدموا كما تشير المعلومات عروض على قاعدة bot، الا ان الدخول الروسي لن يكون بعيدا عن العرقلة، اذ تعتبر مصادر ٨ آذار ان المماطلة واضحة في الهروب من توقيع الاتفاقات  بذريعة حكومة تصريف الأعمال، وحجج  تعكير علاقة لبنان بالغرب.

 

من جهة أخرى، الخيار المشرقي بحسب سياسيي فريق  ١٤ آذار هو خيار سياسي أكثر مما هو خطاب واقعي يحاكي الأزمة، لأن التوجه  الى الشرق دونه معوقات تقنية ولوجستية، ولا يحل الأزمة المالية والاقتصادية، اقصى ما يقدمه ان استطاع حلول ترقيعية لفترة محددة.

 

عدا ذلك يصر سياسيو ١٤ آذار على ان التوجه شرقا يغير وجه لبنان الثقافي والحضاري ويفسد علاقته بالغرب، لأنه  يلحق لبنان  ويجعله تابعا سياسيا لمحور معين، واقتصاديا لمن يمنحه النفط والحاجات، وهنا مكمن العلة والكارثة بما ينتج من مضاعفات تغيير وجه لبنان الاجتماعي والاقتصادي.

 

هذا ولم يظهر أي منحى عملي وجدي بعد من اللقاءات مع  دول و سفراء دول شرقية، لكن المحاولات الماضية جاءت نتائجها «صفر»  ولم تصل الاتفاقات الى حلول قابلة للتطبيق والتنفيذ.

 

وفق مصادر ٨ آذار، فان التوجه شرقا هو آخر الفرص المتاحة اليوم، والا سيكون على لبنان البقاء طويلا في الجحيم  في غرفة الانتظار والوقوف في طوابير ذل الدواء و «السوبرماركات» ومحطات البنزين، وهذا ما يتم العمل عليه بالاجتماعات، بحيث يصر الفريق اللبناني على الحصول من الروس على شروط تلتقي مع ما يريده المجتمع الدولي وصندوق النقد حتى لا يصطدم خيار الشرق بعراقيل كبرى.