IMLebanon

الجولان ساحة صراع إسرائيلي – إيراني

الهجوم الإسرائيلي على القنيطرة عملية معقدة استهدفت تحقيق أكثر من هدف وتوجيه أكثر من رسالة. صحيح ان هدفها الاول والاساسي كان احباط النشاط العسكري لـ”حزب الله” على جبهة الجولان السورية، بيد ان الهدف الآخر الذي لا يقل أهمية عنه هو كشف نشاط الحرس الثوري الإيراني في الهضبة وعرقلة المساعي التي يبذلها الطرفان لاقامة قاعدة عسكرية قوية في تلك المنطقة من الجولان السوري لاستخدامها في عملياتهما الموجهة سواء ضد إسرائيل أو ضد قوى المعارضة السورية المنتشرة هناك.

قد تكون الرسالة الجديدة التي حملها الهجوم هي تلك التي أرادت إسرائيل توجيهها الى إيران وخصوصاً بعدما ثبت معرفة المسؤولين الإسرائيليين المسبقة بوجود مسؤول عسكري إيراني رفيع المستوى ضمن القافلة التي ضمت أيضاً المسؤول الشاب عن الحزب جهاد مغنية ومسؤولين عسكريين آخرين، وذلك عكس التصريحات الإسرائيلية التي نفت هذا الأمر.

لقد أرادت إسرائيل ان توضح لإيران ان عدم تدخلها في الحرب الاهلية الدائرة في سوريا منذ أربعة اعوام، ووقوفها مع الحرب التي تخوضها الولايات المتحدة ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في سوريا، الذي تتماهى معه “جبهة النصرة” التي تسيطر على قسم اساسي من هضبة الجولان السورية، لا يعنيان اطلاقاً التساهل مع تمدد “حزب الله” والحرس الثوري في هذه المنطقة. كما تشير هذه العملية الى ان الخوف الإسرائيلي من تمدد “داعش” و”جبهة النصرة” في الجولان واقترابهما من حدودها لا يعني القبول بوجود عسكري للحرس الثوري الإيراني وللحزب هناك. ففي نظر إسرائيل ان الخطر العسكري الذي يمثله “حزب الله” اكبر بكثير من خطر التنظيمات الجهادية.

منذ فترة من الوقت تغيرت المقاربة الإسرائيلية للتطورات في سوريا ولم يعد بقاء نظام الأسد من مصلحة إسرائيل نظراً الى التغيير الذي طرأ بعد تفكك أوصال سوريا. ففي رأي عدد من الخبراء الإسرائيليين ان سوريا الدولة الموحدة لم يعد لها وجود، بل هناك كيانات سياسية طائفية تتحكم بها مجموعات مسلحة متقاتلة، وقد تحول نظام بشار الأسد الى واحد من هذه الكيانات التي تقاتل من أجل بقائها وهو لايسيطر سوى على جزء من الاراضي السورية، لكن الاهم من ذلك ان القرار السياسي لم يعد في يد بشار الأسد وحده بل صار أيضاً في أيدي إيران و”حزب الله” اللذين لولا دعمهما العسكري لما استطاع الأسد الصمود حتى الآن.

معنى هذا ان إسرائيل باتت تنظر الى الجولان السوري على انه ساحة مواجهة خلفية مع إيران مثلما تنظر الى المواجهة مع “حزب الله” في لبنان.