Site icon IMLebanon

ضمانة المعادلة الذهبيّة  

 

من غير المُجدي الحديث عن القمم العربيّة ولا أسمائها ولا قراراتها، باختصار شديد الأمر مضيعة للوقت واستخفاف بالعقول، بالأمس حملت القمة العربية الرقم 29 عنوان «قمّة القدس»، وبصرف النّظر عن مقولة فلسطين هي قضيّة العرب الأولى ، قبل 72 عاماً أول قمة عربية في أنشاص عام 1946 بعد عام على تأسيس جامعة الدول العربية، وكان موضوعها الأساسي وقف العدوان على فلسطين، بعد 72 عاماً العدوان على فلسطين وشعبها وقضيتها وعلى القدس لا يزال مستمرّاً، والعرب وقممهم لن تفعل شيئاً لفلسطين ولا للقدس.

 

بالأمس وفي الوقت الذي كان العرب في الظهران يستنكرون تغلغلات إيران في المنطقة وتدخلاتها، كان أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في إطلالته الإنتخابيّة الثانية يترجم عمليّاً استمرار السيطرة الإيرانيّة وطموحها في لبنان عندما قال: «ان الحضور القوي في المجلس النيابي والحكومة ومؤسسات الدولة هو ضمانة حقيقية للمقاومة وللمعادلة الذهبية»، الترجمة الحقيقيّة لهذا الكلام تعني سعي حزب الله في هذه الانتخابات للسيطرة على التشريع في المجلس النيابي وعلى الحكومة ودورها وعلى مؤسسات الدولة، بصرف النّظر عن عناوين من عيار حماية المقاومة والمعادلة الذهبيّة.

من بلدة مشغرة «بدر وادي التّيم» خاطب الأمين العام اللبنانيين بأن «لا أحد يمثل سوريا في هذه الانتخابات» وناقض نفسه بنفسه بالحديث عن «حلفاء سوريا» المرشّحين على إحدى اللوائح، لا نريد الدخول في بازار تسمية «حلفاء سوريا» الأشاوس اللبنانيّون يعرفونهم جميعاً، وهنا من المهمّ التأكيد وقبل عشرة أيّام من حلول 26 نيسان تاريخ خروج الجيش السوري مطروداً من لبنان أنّ الزّمن لن يعود إلى الوراء أبداً، مهما حاول «حلفاء سوريا».

السادس من أيار يوم مفصلي في تاريخ لبنان، بوضوح شديد هناك معركة كبرى تخوضها إيران لوضع يدها نهائياً على البرلمان والحكومة ومؤسسات الدولة اللبنانيّة، «وبلا معادلة خشبية أو تنكيّة»، ومن المؤسف أنّ كثيراً من اللبنانيين يظنّون أن هذه الانتخابات تتحمل «الغنج والدّلال» وشرذمة الأصوات وتشتيتها، لأنّهم غير مدركين لأبعاد وخطورة انتخابات العام 2018، وغير مدركين لأبعاد المخطط الإيراني الخبيث!

بالأمس انتقد أمين عام حزب الله تحويل الصراع السياسي إلى صراع طائفي، مع أنّه يخوض كلّ حروبه في سوريا تحت عنوان ممعن في الطائفيّة  «لن تسبى زينب مرّتين»، ويخوض كلّ حروبه في المنطقة لفرض «الوليّ الفقيه» حاكماً أوحد مقدّس معصوم، عبر نشر التشيّع الإيراني المروّع!

هذه الانتخابات هي معركة كبرى بين استمرار النتيجة التاريخيّة ليوم 14 آذار التاريخي الذي أفضى إلى خروج الجيش السوري من لبنان بعد احتلالٍ استمرّ ثلاثين عاماً وأمعن في تدمير بنية العيش المشترك بين اللبنانيين وقتل كل محاولة واغتال كل شخصيّة لبنانيّة كرّست هذه الحقيقة وعملت لمصلحتها، والذين أخرجناهم صاغرين عام 2005 ولم يجدوا حتى حلفاءهم في وداعهم، من غير المقبول ولا المعقول أن يعودوا من النافذة متسللين خلسة إلى البرلمان اللبناني للسيطرة على قرار المجلس وتشريعاته للقضاء على وجه لبنان الحقيقي.

الأزمات التي عصفت باللبنانيين منذ العام 2006 حتى اليوم أثقلت من دون شكّ على كثير من اللبنانيين، وأحبطتهم، وأحزنتهم، والمطلوب يقظة واسعة من خبث المخطط الإيراني للسيطرة على كلّ مقاليد الدولة اللبنانيّة «الرهينة» حتى الآن!