IMLebanon

عاصفة صيف في الشتاء؟  

 

هل ما يجري في الخليج هو عاصفة صيف، ولو في فصل الشتاء؟ السؤال تطرحه الحرارة شديدة الارتفاع التي تبدو معها المنطقة كلها تسير، شبه حافية، على صفيحٍ ساخن. فإدارة الرئيس دونالد ترامب الذي تنتهي ولايته بعد أسبوعَين تعلّي الصوت وتعزز التدابير العسكرية. وإيران تفعل الأمر ذاته. وبين الجانبَين، يبدو الصوت الأوروبي مكبوتاً، إذ تكتفي القارة العجوز بإسداء النصح بالتعقّل والتهدئة، في وقت تُجمع وسائط الإعلام الأوروبية على التنديد بمغامرات الرئيس الذي يُغادر البيت الأبيض مُكرهاً آملاً أن يؤدي دخول الولايات المتحدة في الحرب إلى تمديد قسري (ولكنه قانوني) لولايته!

 

إلى ذلك، تبدو دول الخليج العربية في حالٍ دقيقة. فهي تعرف أنها لن تكون في منأى عن تداعيات الحدث لأسبابٍ عديدة، قد يكون في طليعتها الوجود الأميركي الكثيف في المنطقة، خصوصاً قاعدة الأسطول الأميركي الخامس في البحرين والقاعدة البحرية -الجوية في قطر و… إلا أن هذه الدول لا تزال تراهن على التعقّل والتهدئة في الرؤوس الحامية، إن في طهران أو في واشنطن. ولسان حال الجميع في هذه الأيام، اللهم أوصلنا بخير إلى العشرين من شهر كانون الثاني الجاري، وهو الموعد الذي ينتهي فيه دور ترامب، وإن كان الرجل لا يزال يُراهن على “أعجوبة” الكونغرس، بل يذهب إلى التحدي المباشر بالإدعاء أن هذا المجلس سيُلغي نتائج الإنتخابات الرئاسية، وهو ادعاء غير دقيق، وتزداد الشكوك حوله، بعد ما رفضه كثيرون من الجمهوريين (حزب ترامب)، بمن فيهم رئيس المجلس نفسه، الذي قال إن ما يقوم به بعض الشيوخ بإلغاء نتيجة الانتخابات هو تحدٍ مرفوض لإرادة الناخب الأميركي.

 

ليؤذن لنا نحن، في لبنان، أن نُعرب عن هواجسنا من زجّنا في حربٍ ليس لنا فيها العير ولا النفير. فقط ستكون نتائجها كارثية علينا. ونؤكد على أن كلام قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني مرفوض جملةً وتفصيلاً. ذلك أن ما فينا من بلاوى وكوارث يكفينا… وهو أصلاً أكبر من طاقتنا على الاحتمال.