IMLebanon

الحوار جيّد ولكنه لا يكفي

لبنان بلد الحوار، وهو كيان نشأ على الحوار، وفي هذا البلد لا أحد يستطيع أن يلغي أحداً، ولو عدنا الى الحكومة السابقة، حكومة نجيب ميقاتي وهي أفشل حكومة عرفها لبنان في تاريخه والتي أوصلت الناتج القومي من 9% الى 1%… والسبب في ذلك كله أنّ فئة أرادت أن تستأثر بالحكم لوحدها… وهذا أمر لا يتحمله لبنان…

وما يجري في جلسات الحوار جيّد… ونحن متفائلون وبعيدون عن التشاؤم، ولكن يجب ألاّ يكون الحوار للحوار… إنّـما يكون جدّياً، وبنّاءً، وهادفاً… وليس مفتوحاً الى ما لا نهاية من دون نتيجة.

صحيح أنّ نسبة الإحتقان السنّي – الشيعي عالية جداً… طيّب، ولكن ماذا بعد؟ وهل يستمر الحوار من دون التوصّل الى ملء الفراغ الرئاسي؟

لا نقول هذا الكلام من باب السلبية، إنما من حرصنا على أن يصل الحوار الى نتائج إيجابية… ولكن نحذر من أن تسود الحال الآتية: «نتحاور… وسنتحاور… وسنظل نتحاور» بينما الأمور الأخرى الملحّة وطنياً واجتماعياً تبقى على حالها.

ثم إنّ اللبنانيين على أعصابهم، وقضية رئاسة الجمهورية ليست مزحة… فتكاد تمر ثمانية أشهر على الفراغ… وهذا غير مألوف في لبنان إضافة الى أنّه غير مقبول.

ثم إنّ ما يجري في المنطقة من حولنا، وعلى حدودنا طبعاً، يجب أن يفتح أعين المتحاورين ويثير اهتمامهم الى ضرورة العمل على الملف الرئاسي كأولوية ومعه سائر القضايا الخلافية البارزة.

نكرّر أنّنا مع الحوار… إلاّ أنّنا لا نريد أن يكون هو الهدف بحد ذاته، بل نريده وسيلة لحل المشاكل والأزمات.

والشخصيات المشاركة في الحوار موضع ثقة ولكن المطلوب منها هو الجهد لتخطي الصعوبات، التي لا شك في وجودها، الى حلول إنقاذية للبلاد والعباد.