يريد الناس، مساءلة الحاكمين، وليس محاسبة المحكومين، عما يحدث في هذا البلد.
هل في لبنان حكومة؟
هل فيه وزراء وسلطات.
وهل الدولة واجهة ل دولة غير موجودة، تحجب العيوب، وتقفل الباب على الجرائم؟
أين الدولة؟
هل في لبنان، سلطة تتسلط على الخارجين على القانون؟
أم فيها سلطة تتبرج وتسهر على رعاية المروق، والخروج على القانون؟
في البلاد وزراء، اذا ما تكلموا أحاطوا المواطن بثقافة واسعة، وزرعوا عنده الآمال، وتوقع الناس منهم العجائب والغرائب.
وعند التقويم، تقوم قيامة المواطنين، لأن السادة الوزراء أسياد على مخالفة القوانين.
اجتمعت الحكومة للبت في مسألة ترحيل النفايات الى روسيا.
وأعطيت ٢٤ ساعة، لدرس الموضوع كفاية، والا صرفت الست الحكومة النظر عن الترحيل، وعادت الى خطة المطامر.
طبعاً، هذا شأنها، وهي التي تقرر سلباً أو ايجاباً، ما ينبغي فعله.
ولكن، أصحاب الشهامة والخُلُق الرفيع والأدب العظيم، يتحرشون بالفتيات في الشوارع، واذا ما رفض المرافقون هذه الأعمال، يقوم السادة القبضايات باغتيال مَن حاول حجب الاعتداءات والإهانات عن الصبايا.
وهذه ليست المرة الأولى، التي تحصل فيها هذه الأعمال، وفي الأشرفية بالذات، الضاحية الراقية في العاصمة، والمكان الذي يقصده نخبة الناس خُلُقاً وتهذيباً.
لا يريد أحد أن يضع اللائمة على أحد، لكنهم يريدون أن يسألوا ماذا فعلت السلطة لكبح جماح مَن يتسلطون على الأبرياء؟
الناس، يعرفون أن السلطة موجودة في الادارات.
ولكن، لماذا تترك دعاة التهذيب يتسلطون على الأبرياء، ولا تتسلط هي على الخارجين على القانون؟
طبعاً، لا أحد يضع الحق على السلطة.
فهي ستبادر الى القول إن البلد بلا رئيس جمهورية.
وعندما تكون السلطة من دون رأس، تطلبون حتى المستحيلات.
وهل من المستحيلات اغتيال الأوادم في الشارع؟
كان الرئيس تمام سلام، زعيم الأوادم في وطن قلَّ فيه الأوادم، وشحّت فيه الأخلاق، وندرت فيه السلامة، وغابت عنه التربية.
كان الوزير شوقي فاخوري، يدعو في بداية عصر الطائف الى الصرامة مع الخارجين على القانون.
وكان كل يوم قبل رحيله، يدعو الى حزب الأوادم في البلاد.
هل أصبح سوء الأخلاق يطفو على الحياة العامة؟
ما يسمع به الناس، ويشاهدونه من جرائم ومآسٍ انسانية، ينبئ بأن الأوادم أصبحوا في عزلة وغياب، وأن نقيضهم يطغى ويسود.
اعطوا الناس حزب الأوادم، وحاسبوا نقيضهم وحاربوه، ليسلم لبنان، ويتحرر من قبضة هؤلاء، لأنهم أعداء لبنان الحقيقيون.