قبل يوم واحد من عطلة عيد الفطر المبارك استضاف حزب الله عبر مسؤول الملف الفلسطيني فيه النائب السابق حسن حب الله وفد قيادي من فصيل «انصار الله» الفلسطيني على مأدبة إفطار تلاها إجتماع مطول جرى فيه بحث مختلف التطورات الفلسطينية ولا سيما اوضاع المخيمات في المية ومية وعين الحلوة. وبعد ايام من هذا اللقاء اعلن الامين العام لانصار الله جمال سليمان استقالته وكثرت التحليلات والتأويلات عن اسباب هذه الاستقالة ومنها ما هو متعلق بطلب حزب الله مقاتلين من انصار «الله» للقتال الى جانبه في سوريا ومنها ايضاً معطيات عن توقف الدعم المالي واللوجستي من الحزب للحركة وغيرها من التأويلات. وكما جرت العادة وفي ظل هذه الظروف يرفض حزب الله الرد على ما يقال في الاعلام وينأى بنفسه عن خوض سجالات عقيمة غرضها إشغال المقاومة بمعارك جانبية والتشويش على إنتصاراتها الميدانية وتسجيلها إنجازات كبيرة الى جانب الجيش السوري واللجان الشعبية التي تقاتل معهما في الزبداني. وجمع اللقاء الافطار بالاضافة الى حب الله عن حزب الله كل من محمود حمد وماهر عويد وابو طارق وقد تركز البحث على اوضاع المية ومية المستقرة بفعل السيطرة الكاملة لـ «انصار الله» عليه وتفاهمها مع حركة فتح وباقي الفصائل الفلسطينية على الاستقرار فيه ومنع التوتير فيه والحفاظ على علاقة جيدة مع المحيط اللبناني وخصوصاً بعد معركة القضاء على مجموعة الفتحاوي المنشق احمد رشيد قبل 14 شهراً من الآن. وتفيد المعطيات ان إستقالة سليمان ليست مرتبطة بأي ملف من الملفات التي اشيعت في الإعلام وانها ليست مرتبطة بالعلاقة مع حزب الله الذي يعتبر ان العلاقة مع كل الفصائل الفلسطينية محورها القضية الفلسطينية وإستمرار المقاومة المسلحة ضد العدو وحده الكفيل بتحرير الارض. فالعلاقة الثابتة بين حزب الله وكل الفصائل وحدها الكفيلة ببقاء البوصلة في إتجاه القضية المركزية عند العرب والمسلمين وكل ما دون ذلك هو خيانة وتفريط بالقضية المقدسة.
وتؤكد المعطيات ان سليمان يتعرض لضغط شعبي من مناصري الحركة وكبار عائلاتها بسبب توقيف عنصرين يقال انهما شاركا في معركة تصفية احمد رشيد ومجموعته بينما يصر سليمان وعائلتا الموقوفين امام المحكمة العسكرية انهما غير متورطين في القضية وان الشاهد الذي يشهد ضدهما معروفة مقاصده ولمن ينتمي وما هي اهدافه ولا سيما ان له صلة بعائلة رشيد ومن اقاربهما. ويطلب سليمان من قيادة حزب الله التوسط لدى القضاء العسكري لاطلاق الموقوفين وانهما بريئان بينما يصر حزب الله على انه لا يتدخل في القضاء وحريص على ان تأخذ العدالة مجراها ولم يسبق للحزب ان مارس اي ضغط على اي سلطة امنية اوعسكرية اوقضائية وهو يعيب على فريق المستقبل وغيره التدخل في عمل السلطات القضائية والضغط عليها وليس آخرها فضيحة رومية وملف الوزير السابق ميشال سماحة. وعليه اجاب حزب الله سليمان بأن على القضية ان تسلك مجراها القانوني وان يدفع ببراءة الموقوفين المحسوبين على انصار الله امام قوس المحكمة وليس في احياء المية ومية او عبر وسائل الاعلام. هذا التصرف والجواب من حزب الله لم يعجب سليمان الذي اقدم على الاستقالة ونشر بيان حولها في ثاني ايام عيد الفطر في خطوة يرى انها قد تخفف عنه ضغط العائلات وتخفض مستوى الاحراج الذي تعرض له.
ومنذ ايام وحتى الساعة عقدت «حركة انصار الله» اجتماعات داخلية عدة وقد تم التفاهم مع سليمان بأن يسلك الملف القضائي مساره الطبيعي وهذا ما يحصل. وبين اليوم وغداً تعقد قيادة حركة انصار الله إجتماعاً قيادياً موسعاً سيصار الى الاعلان بعده عن عودة سليمان عن استقالته ويعود الى ممارسة عمله على رأسها.