عون وسلام على خط الولادة السريعة… وبرنامج خارجي حافل لرئيس الجمهورية في شباط
هل تصح التوقعات وتخرج الحكومة الى النور قبل نهاية الاسبوع الجاري؟ يبدو ان الجواب عن هذا السؤال ايجابي بنسبة عالية، لا سيما ان هناك ارادة داخلية وخارجية برزت بوضوح لمصلحة تأليف الحكومة في اسرع وقت ممكن. وقد عبر الرئيس جوزاف عون مرة اخرى امس، عندما اكد ان تشكيلة الحكومة في اسرع وقت يعطي اشارة ايجابية الى الخارج .
ووفقا لتطور مسار عملية التأليف في الايام القليلة الماضية، ظهر بوضوح ان هناك رغبة قوية ومشتركة لرئيس الجمهورية والرئيس المكلف في غضون ايام وليس اسابيع. وهناك رغبة مماثلة للقوى السياسية، لتسهيل ولادة الحكومة وعدم الوقوع بازمة تشكيل .
الاجواء التي تجمعت منذ السبت الماضي تفيد بان عملية تشكيل الحكومة تجري بشكل مرن وسلس في الاتجاه الصحيح حتى الآن، لا سيما بعد لقاء عين التينة بين الرئيسين بري وسلام، ثم اجتماع الرئيس المكلف مع ممثلي الثنائي الشيعي الذي ساده جو من الموضوعية والانفتاح، على حد مصادر الثنائي، وانتهى الى نتائج مثمرة بمعالجة اسباب ما حصل في الاستشارات غير الملزمة، ومشاركة “امل” وحزب الله عبر وزراء اختصاصيين واصحاب كفاءة في الحكومة، وابقاء وزارة المال للشيعة .
لكن عملية تأليف الحكومة غير محصورة بالثنائي الشيعي ومعالجة مطالبه وهواجسه. فهناك افرقاء آخرون لديهم ايضا مطالبهم في حكومة العهد الاولى، ويصوبون انظارهم على حصص وحقائب فيها تغذي طموحاتهم، بتعزيز وتحسين حضورهم السياسي لاستثماره في الانتخابات النيابية في ايار المقبل .
ويقول مصدر نيابي يتابع عن كثب عملية التأليف، ان الاجواء الايجابية والمشجعة التي سادت بعد مشاورات سلام والثنائي الشيعي، تبعث على الاعتقاد ان العملية تجاوزت بنسبة كبيرة “قطوعا” مهما، وساهمت في قطع نصف الطريق الى التأليف، لانها عالجت ابرز العقد امام ولادة الحكومة. ويشير المصدر الى ان سلام حريص على التعامل مع القوى الاخرى بالروحية الاخرى، وانه اسرّ لبعض من التقاهم انه ابدى ويبدي تفهما لمطالب هذا الفريق او ذاك، لكنه تمنى في الوقت نفسه على الجميع التعاون بدرجة عالية، للاسراع في تشكيل الحكومة الاولى للعهد، لتكون فريقا واحدا لا تحتمل التجاذبات والمماحكات، للانصراف الى التصدي ومعالجة الملفات الكبيرة التي تنتظرها على الصعد كافة .
وفي الساعات الـ٤٨ الماضية، بدأ سلام جوجلة ناشطة لتوزيع الحقائب واختيار الاسماء المناسبة لها، وفقا لآلية مختلطة تأخذ بعين الاعتبار تبادل الاسماء مع القوى والكتل النيابية، ومقاربة كل اسم مع الحقيبة المحددة، وفقا لقاعدة الكفاءة والاختصاص .
وتقول مصادر مطلعة ان رئيس الجمهورية على تماس مباشر مع هذه العملية، وانه ليس بعيدا او بمعزل عنها، بل هو في صلبها ومنخرط فيها بشكل او بآخر لاعتبارات عديدة، منها ما هو مرتبط بالاصول الدستورية التي تحكم عملية التأليف، ومنها ما هو يتعلق بالجو العام الذي وفر له حضورا قويا يساهم في المساعدة على تأليف الحكومة بفعالية، ومنها ايضا متصل بدوره في انطلاق حكومة العهد الاولى والرهان على نجاحها .
ووفقا للمعلومات المتوافرة، فان الجوجلة بالحقائب والاسماء مستمرة، وهناك اعتقاد سائد بان تكون الساعات الـ٤٨ المقبلة مهمة، وربما حاسمة باتجاه التشكيلة النهائية للحكومة، التي يرجح ان تعلن قبل نهاية الاسبوع الجاري وربما يوم الجمعة المقبل .
ووفقا لمصادر مطلعة، هناك اسماء يجري تداولها، يمكن ان تشكل قواسم مشتركة بين توجهات عون وسلام، وبعض القوى التي سيكون الوزير محسوبا عليها، بحيث يرضي الوزير المسمى الطرف السياسي المعني، ويكون منضويا او منسجما مع عون او سلام .
وبرأي المصادر ان هذه الطريقة التي قد تعتمد لاكثر من حقيبة، ربما تشكل حلا للخروج من مشكلة الثلث المعطل، وبالتالي تعالج احدى عقبات التشكيل، وتضمن في الوقت نفسه عدم وقوع الحكومة في المستقبل في افخاخ التعطيل .
ويلخص مصدر سياسي مشهد تأليف الحكومة حتى الآن، بانه صار في المساحة الايجابية، في ضوء ما جرى في اليومين الماضيين، مستبعدا الوقوع في ازمة حكومية او تأخر ولادة الحكومة، ولافتا الى برنامج حافل للرئيس عون في شباط المقبل، لا سيما باتجاه الخارج .