IMLebanon

خطوة من هنا وخطوة من هناك

 

إذا جرت الأمور في السياق الذي بشّر به الرئيس سعد الحريري، أمس، فمن المتوقّع أن نكون دخلنا، جدياً، في مرحلة تشكيل الحكومة ما بين اليوم وغداً، إذ تميّز اللقاء بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف بكثيرٍ من «الإيجابية» كما قال الحريري، وبكثيرٍ من «الجديّة والمسؤولية» كما ورد في معلوماتٍ وثيقة كانت قيد التداول في أوساطٍ عليمةٍ جداً.

 

لقاء الساعة والربع الساعة الذي عقده عون – الحريري أمس لم يُقتصر على الأسماء وحسب، بل تناول في جزءٍ منه الوضع السياسي بعد التشكيل. وفي المعلومات إيّاها، أنهما انطلقا في هذا «التشاور الدستوري» من عدم تمسّك أيٍ منهما بأسماءٍ معيّنة قد يُؤدي التشبث ببعضها إلى درجة تعطيل التشكيل.

 

وفيها أيضاً أن مواقف معيّنة، من هنا وهناك، جرى التراجع عن بعضها، و»الوعد بالتراجع» عن بعضها الآخر، على قاعدة «لا يموت الديب ولا يفنى الغنم»، مع تأكيد الالتزام المبدئي بمبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي لم تمنعه إصابته بفيروس كوفيد-19 من مواصلة الاهتمام بالمسألة الحكومية اللبنانية.

 

عند هذه النقطة بالذات، سُجّل تقاربٌ في «تفسير» بعض بنود المبادرة التي كان كلٌ من بعبدا وبيت الوسط ينظر إليها من زاوية مختلفة. أي، إذا صحت المعلومات وصدُق الرّواة، فإن الرئيسَين حققا تقدّماً وتقارباً كلٌ من جهّته بخطوةٍ من هنا تُقابلها خطوةٌ من هناك، فتوصّلا إلى ما يمكن وصفه بـ»محطّة لقاء» تقاربت فيها المسافة الفاصلة بينهما، إلى درجة أنه يمكن التفاؤل بوقوفهما معاً في النقطة ذاتها في الاجتماع المُقرّر اليوم الذي لم يُعلن عن موعده بالتحديد لاعتباراتٍ أمنية أشار إليها الحريري.

 

هل هي نهاية معاناة التأليف؟

 

السؤال جديرٌ بالاهتمام، كون اللبنانيين قد حرقهم الحليب فباتوا يخشون اللبن. والتجارب المتواصلة علّمتهم جيداً أمثولة «الفول في المكيول». فلا بد من الحذر الشديد من أي انتكاسةٍ، سيّان أكانت داخلية أم خارجية، بعيدة أم قريبة… وكلّ شيءٍ واردٌ!

 

واللبنانيون الذين ناموا ليلة أمس، على رجاء التكليف، يأملون ألا يُفجعوا اليوم في آمالهم، وأن تُكلل إيجابية المعلومات بمسك الختام.

 

خليل الخوري