IMLebanon

تأجيل لتعميق الأزمة

 

بعد ١٧ زيارة فاشلة لقصر بعبدا، ووصول مأساة الشعب اللبناني الى قعر القعر، ألم يكن من الافضل وطنيا واخلاقيا أن يحسم تشكيل الحكومة في الاجتماع رقم ١٧ بدلا من اتباع اسلوب التمييع ذاته، وتأجيل المفاوضات الى يوم الاثنين، ولماذا لا تستأنف اليوم، لأن كل يوم وكل ساعة وحتى كل دقيقة يحسب لها حساب في هذه الايام الكارثية، وكأن من تعود على موضة التعطيل والتأجيل، لم تعد تعنيه مقولة أن «الوقت من ذهب».

 

هل يعلم رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، أنه اذا فشل اجتماعهما يوم الاثنين، سيكون الضربة القاضية التي ستقصم ظهر لبنان، لأن الردح عندها بين الرجلين على محطات التلفزة وصفحات الجرائد، ستلهب الشارع في اصعب وأدق فترة بتاريخ لبنان.

 

***

 

مجلس النواب الذي لا يقوم بواجباته في ايام لبنان المصيرية مطلوب منه أن يحلً محل الحكومة المستقيلة من واجباتها سندا للفقرة ٣ من المادة الدستورية رقم ٦٩ التي تنص على ما يأتي»ًعند استقالة الحكومة، او اعتبارها مستقيلة، يصبح مجلس النواب حكما في دورة انعقاد استثنائية حتى تأليف حكومة جديدة ونيلها الثقة».

 

هذا النص لا يدعو النواب الى»ًشرب القهوة»ً بل لمعالجة قضايا الشعب التي تخلت عنها الحكومة.

 

اول امس نجا لبنان من الوقوع في اشتباك مسلح في منطقة عائشة بكار، لأن المواطنين يعيشون الغضب مع الجوع والفاقة والبطالة والحقن الطائفي والمذهبي، ولكن لا يمكن ان تسلم الجرة كل مرة، على وقع تصريحات لوزراء، تبشّر بالكارثة المقبلة، كان اخرها تصريح وزير الاقتصاد راوول نعمة بأن الاسوأ لم يأت بعد. بالأضافة الى ما تنقله وسائل الاعلام الغربية عن عقوبات اوروبية وعربية واميركية ستطول من يعرقل تشكيل الحكومة في لبنان، ما يزيد في سواد المرحلة المقبلة.

 

سؤال أخير على الهامش، عاش لبنان فترة على طبل وزمر أن العراق سيزود لبنان بالمحروقات، ماذا جرى حتى توقف رقص السلطة على موسيقى الطبل والزمر، اما الشعب فيرقص مذبوحا من الألم.