IMLebanon

عناوين عامّة واهية

 

من المبكّر تناول الحدث الأردني غير المسبوق في تاريخ المملكة الهاشميّة، نسأل الله أن يحفظ المملكة الهاشمية ومليكها عبدالله الثاني ويردّ عنها كيد الكائدين، كلّنا ثقة بمليك الأردن وحكمته التي يزينها تبصّر أخٍ كبير بالحرص على شقيق صغير وبمصلحة الأردن وشعبه مع الأخبار التي وردت مساء أمس بإيكاله ملف أخيه غير الشقيق الأمير حمزة بن الحسين لعمّه الأمير الحسن بن طلال..

 

بعد عطلة فصح حلّ على اللبنانيين في أكثر أيامهم سوءاً، وفي هذا الوقت المزري من تاريخ لبنان وأزماته الكثيرة ينتظر اللبنانيون من يأخذهم على محمل الجدّ ويحترم عقولهم بعيداً عن العناوين العامّة الواهية فلا وصول الوزير السابق جبران باسيل إلى باريس «ستشيل الزير من البير» ولا الحديث عن اجتماع محتمل بينه وبين الرئيس المكلّف يشرح صدور اللبنانيين، المطلوب من الرئيس سعد الحريري تقديم فروض الولاء والطاعة لصهر العهد والخضوع في مشهد غير مسبوق في لبنان يفرض فيه على رئيس حكومة أن يأخذ رضى زوج بنت الرئيس هذا في الظاهر، ولكن في الحقيقة هو الإقرار بتعليمات الصهر لتتشكّل الحكومة!! وللمناسبة، إنّ أي حكومة، وأيّ رئيس حكومة كائناً من كان لن يستطيع أن يفعل شيئاً أو يغيّر حرفاً في المصير الدّاكن الذي ينتظر لبنان، المأزق الحقيقي ليس في أزماتنا المستعصية على الحلّ، أي حكومة لن يكون بإمكانها تغيير أي حرف في كلّ ما بالإمكان حشده من قطاعات لبنان المنهارة!!

 

لا ينقص المشهد اللبناني سوى إعلان الدولة العاجزة المشلولة سوى إعلان فشلها وإفلاسها، ألا ينطبق على الدولة الميتة في لبنان أنّها «فقدت قدرتها على اتخاذ القرارات العامة وتنفيذها»، أو حتّى أنّها «عاجزة عن توفير الحدّ الأدنى المعقول من الخدمات العامّة»، ألا ينطبق عليها أيضاً أنّها «دولة ذات حكومة مركزية ضعيفة أو غير فعالة لا تملك إلا القليل من السيطرة على جزء كبير من أراضيها»؟!

 

في وقت فرنسا وشعبها فيه غارقة في مواجهة وباء كورونا الفتّاك، فلا متّسعٌ في مستشفياتها للمصابين بكورونا ولا أسرّة للحالات الحرجة منهم في غرف العناية الفائقة، مع عودة حالة الحجر يعيشها الشعب الفرنسي لمدة 4 أسابيع، يدهشنا أنّ دول العالم لا تزال تتحدّث عن الإصلاح في لبنان لتقديم المساعدات له، كأنّ هذه الدول لم تبلغها أخبار فضائح المواد الاستهلاكيّة التي تقول الدولة إنّها دعمتها فيما التجار قاموا بتهريبها إلى دول كثيرة، البنزين المازوت الطحين ألا تشاهد هذه الدول تقارير التلفزيونات اللبنانية عن فضائح تهريبها، وعن أي إصلاح يتحدّثون؟!

 

العقدة الحقيقيّة التي لم تفهمها الرئاسة الفرنسيّة حتى الآن ربما حرصها على كبرياء رئيسها الذي هبّ وجاء إلى لبنان وجمع واجتمع وعندما أدار ظهره عائداً إلى بلاده اكتشف أنّ الذين جمعهم أو اجتمع بهم استغفلوه، واكتشف أن موضع اهتمام الرئاسة اللبنانية هو مصلحة صهر العهد جبران باسيل، وعلى جميع الفرقاء في لبنان أن يسلّموا للصهر الذي لا يتوانى عن بعثرة ما تبقّى من لبنان ليكون الجميع مؤتمرين بتعليماته!!

 

هذه المناورة الشمطاء الحمقاء، في كلّ مرّة تنصب نفس الفخّ للرئيس سعد الحريري فيبيعونه حلاوة التسمية ويرمونه وحيداً في بحار العقد والتعقيد واستنزاف رصيده فيما يتفرجون على جبران باسيل وهو يعطّل نيابة عن الجميع مهمة الحريري العاجلة لـ»إنقاذ البلد» ـ وإن كنّا نشكّ بقدرة أحد اليوم على إنقاذ البلد ـ ويجلسون يتفرّجون عليه!!

 

لبنان مربوط بخيط الحرير الإيراني الذي «يلولح» به في فضاء شدّ حبال رهان التسوية مع أميركا، وحتى اتضاح مصيرها سيكون لبنان قد لفظ أنفاسه ومات وطناً وشعباً!