IMLebanon

عمرها ما تتشكّل حكومة

 

 

إن أصرّ رئيس الحكومة المكلّف على أن تكون له اليد الطولى في تشكيل حكومته العتيدة، أسوة بمن سبقوه على درب العذاب والإعتذار، يقطع رئيس الجمهورية يده ولا يوقّع. وعمرها ما تتشكّل حكومة.

 

إن لم يسمّ ميقاتي لوزارة الطاقة والمياه مستشاراً من السلالة الجبرانية، يجمع بين جاذبية سيزار، وخبرة ندى وألمعية ريمون عمرها ما تكون حكومة.

 

إن لم تتبنَ حكومة نجيب ميقاتي، مسبقاً، وعن تصور وتصميم سابقين، خيار إقالة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وإحالته مخفوراً إلى مكتب مدّعي عام جبل لبنان غادة عون، ونفيه قبل جلسة الثقة، إلى سيبيريا عمرها ما تكون حكومة.

 

إن آلت وزارة الشؤون الإجتماعية والتمويلية إلى من لا يحظى برضى ولي العهد، فلن تبصر الحكومة النور، وعمرها ما تبصر.

 

إن ضمت لائحة ميقاتي وزراء إختصاص همّهم الأوّل التنظير على الجنرال في السياسة الخارجية، والإقتصاد والمال وقوانين الإنتخاب والتشريع والعلاقات الدولية والإعلام، وعلوم التكنولوجيا وتاريخ الشرق الأدنى والأدب المقارن والإستراتيجيا والزراعة والتنقيب والتشذيب والتتريب والتطريب والطرنيب، فلا يريد الحكومة من أساسها. عمرها ما تكون.

 

إن لم يختر الميقاتي لحقيبة العدل شخصاً بطول 188 سنتيمتراً، عمره بين الـ69 والـ70 سنة ويمشّط شعره إلى الخلف، ويتقن، إلى اللغات الثلاث، فن المحاججة، عمرها ما تكون حكومة.

 

إن لم يسعَ الرئيس الفارع الطول بكل ما أوتي من عزم إلى فك عقدة أحد المستنوبين المسيحيين والمستقتلين على كرسي وزارية منذ 30 سنة،عمرها ما تكون حكومة. والمستوزر الدائر في فلك عون يقبل حتى بحقيبة “الأوقاف”.

 

إن لم يحلف نصف الوزراء يمين الولاء لعبد العزيز بوتفليقة عمرها ما تكون حكومة.

 

إن لم تقدم حكومة نجيب ميقاتي للبنانيين 10 petits Aouns “مخلَق منطق” عمرها ما تكون حكومة.

 

إن لم يكن رئيس الحكومة السابق مستعداً في نهاية المطاف لأن يملأ تابلو الـ Excel الذي رفضه سلفه سعد فعمرها ما تكون حكومة. لن تكون آخرة الدنيا.

 

إن لم يقبل نجيب ميقاتي بتسمية حكومته بـ”دورة صاحب الفخامة العماد ميشال عون” فعمرها ما تتشكل حكومة. لا يقبل نجيب؟ لا بأس. فيصل أفندي يقبل.

 

وإن رفض فيصل أفندي، لأسباب ميثاقية، أو مذهبية، أو مبدئية ترؤس حكومة، بعد إجراء إستشارات نيابية رمزية، فالمجلس العسكري موجود، ورئيس الجمهورية موجود. وولي العهد موجود. و”ستاف” القصر موجود لاستكمال مهامه الرسولية وحروبه وشطف الدرج وعمرها، لا بل ستين ألف عمرها، ما تتشكّل حكومة!