IMLebanon

إشاعات تشكيل الحكومة وجمع الدولار من السوق

 

كمية الكلام الذي اندلق في الساعات الاخيرة عن تشكيل الحكومة قد يساوي في حجمه ما جرى تداوله خلال المناقشات لتأسيس الأمم المتحدة، أو على الأقل ما قيل خلال المناقشات لتأسيس جامعة الدول العربية بما في ذلك تحفّظ ممثل الحكم السوري على عضوية لبنان وتصدّي ممثل الحكومة المصرية له بدعمٍ سعودي يمني.

 

الكلام كثير. اقترب القطاف ثم ابتعد. حلت صيغة الـ14 وزيراً بدلاً من 24، ثم الصيغة الثانية بدلاً من الأولى. ما زالت العقدة في العدل ثم انحلّ العدل فبرزت عقدة الاقتصاد والشؤون. قبل ذلك كانت عقدة الداخلية، وقبلها المالية، وقبل كل ذلك المداورة وبعده الاصلاح والتدقيق، وبعيداً منه اخراج البلد من ازمته وكشف حقيقة جريمة تفجير المرفأ وإعادة بناء بيروت، وفي الطريق التعويض على المودعين المسروقة اموالهم، وارشيف الطوابير التي تزاحم المهربين على محطات البنزين والصيدليات والأفران.

 

كله كلام بكلام. المستفيدون هم من المضاربين بالعملة ولا مستفيد مستجداً غيرهم. يكفي ان توحي مصادر بعبدا أو مصادر البلاتينيوم ان الحكومة اقتربت حتى يهبط سعر الدولار، فيهرع اصحاب الدولارات القليلة الواردة من الأبناء والأقارب الى بيع ما لديهم في سوق يعود مردودها الى اصحاب الشائعات المكلفين مجد التأليف والتشكيل… والإعتذار.!

 

لا يحتاج الأمر الى كل هذه الخزعبلات. بين بعبدا والبلاتينيوم (والبلاتينيوم مبنى فاخر يقيم فيه الرئيس ميقاتي والى جانبه نخبة القوم) مسافة السكة على حد قول المرحوم حسني مبارك. ومع ذلك انقطعت رجل الميقاتي، وقيل قطعت، عن زيارة التلة التي اختارها المتصرفون مقراً شتوياً لهم. حصل ذلك بعد الزيارة رقم 13، وهذا رقم شؤم، الا انه ليس الرقم القياسي الذي سجله الرئيس السابق الى الاعتذار سعد الحريري.

 

يعرف الجميع، خصوصاً العشرة في المئة الذين اوردتهم الاسكوا في تقريرها ان لا حكومة في الأفق. قد يكون من بين هؤلاء من يسعى فعلياً الى حكومة يترأسها او يتمتع بعضويتها، لكن بينهم ايضاً من يخوض حسابات من نوع آخر. فلماذا الحكومة اذا لم تضمن له مستقبله السياسي، ولماذا المساومة مع الغرب “الحريص” على قيام حكومة لبنانية، اذا كانت العقوبات ستبقى قائمة عليه وعلى حزبه؟؟.

 

الحكومة حتى طبخة بحص ولملمة دولار من السوق، واذا حصل العكس نحن جاهزون للتكبير والتهليل على قدر المقام.