IMLebanon

لا مؤشرات على استجابة عون والحريري للتوافق على حكومة الـ24

 

هل يمكن في أسبوعين تشكيل حكومة مختلف عليها منذ أكثر من سبعة أشهر؟

 

بعد دخول التكليف شهره الثامن ليس ثمة بارقة حتى الآن توحي بإمكانية إحداث أي خرق في الجدار المسدود، مع استمرار الخطوط مقطوعة بين الرئيس المكلف سعد الحريري الموجود خارج لبنان ورئيس الجمهورية ميشال عون، بالرغم من معاودة رئيس مجلس النواب نبيه بري مساعيه التي قد تكون الأخيرة إذا لم يلق تجاوباً، في حين أن البطريرك بشارة الراعي لا يبدو بعيداً عن تحرك رئيس المجلس النيابي، شعوراً منه بأنها قد تكون محاولة الإنقاذ المتبقية، قبل الارتطام الكبير الذي تحدث عنه الرئيس الحريري في كلمته في الأونيسكو الجمعة الماضية. وأشارت المعلومات لـ«اللواء»، أن المعنيين ينتظرون عودة الرئيس المكلف من الخارج، من أجل مناقشته في طرح حكومة الـ24، وإمكانية أن يتقدم بتشكيلة جديدة على هذا الأساس إلى الرئيس عون، سعياً من أجل تجاوز العراقيل التي لا تزال تعترض ولادة الحكومة.

وتشير المعلومات إلى أن الرئيس بري القلق مما ينتظر لبنان إذا لم تشكل حكومة في غضون أسبوعين كما قال، يرى أن هذا هو المخرج الذي قد يفضي إلى تصاعد الدخان الأبيض إذا صفت النوايا، وكانت هناك إرادة صادقة بتخطي العراقيل السياسية والشخصية التي تحول حتى الآن من التوافق على التشكيلة العتيدة. الأمر الذي يفرض على الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية المبادرة إلى ملاقاة بعضهما في منتصف الطريق، من أجل التوافق على حكومة اختصاصيين غير حزبية، لا ثلث معطلاً فيها لأحد، تنقذ البلد من الانهيار، وتستعيد الثقة العربية والدولية بلبنان، تفادياً للأسوأ الذي ينتظره إذا لم يتدارك المسؤولون الوضع البالغ الخطورة الذي وصل إليه لبنان، ويعملوا على تصحيحه. لكن حتى الآن لا مؤشرات توحي بإمكانية توافق الرئيسين عون والحريري على صيغة الـ24.

ويبدو واضحاً أن سفر الرئيس الحريري إلى الإمارات العربية المتحدة، بعدما جدد مجلس النواب ثقته به كرئيس مكلف تشكيل الحكومة، خلافاً لرغبة الرئيس عون الذي كان يرغب بسحب التكليف منه، يعكس اتساع الهوة أكثر فأكثر بين «بعبدا» و«بيت الوسط»، ما يجعل ولادة الحكومة أبعد من أي وقت مضى، باعتبار أن التجارب السابقة لحل الأزمة لا تبشر، فالذي لم ينجح في تشكيل حكومة على مدى الأشهر السبعة الماضية، فهل سيتمكن من تنفيذ هذه المهمة في غضون مهلة أسبوعين، على ما قاله الرئيس بري؟ وهل يمكن التسليم فعلاً بأن العقبات هي داخلية فقط أمام تأليف الحكومة، بعد كل الذي قيل عن رفض سعودي وأميركي لمشاركة «حزب الله» في الحكومة؟

وإذ لا تستبعد أوساط سياسية استمرار وجود عوامل خارجية تعترض التأليف، إلا أنها ترى أن التوافق الداخلي يشكل جسر عبور نحو ولادة الحكومة، خاصة وأن رئيس الجمهورية وصل إلى قناعة بأنه يستحيل نزع الثقة من الحريري كرئيس مكلف، بعد تجديد الثقة النيابية به، وبالتالي فإن الرئيس عون بات أمام وضع لا يحسد عليه، في ظل اتساع دائرة الانتقادات التي تتهمه وفريقه السياسي والحلفاء بتعطيل تأليف الحكومة لغايات شخصية، توازياً مع استمرار الانهيار الاقتصادي الذي لا يمكن مواجهته، إلا بتشكيل حكومة موثوقة لا ثلث معطلاً فيها، قادرة على إخراج لبنان من المأزق، وتوفير الغطاء العربي والدولي لمنعه من الانزلاق نحو الهاوية.

وتشير، إلى أن ما خرجت به جلسة مناقشة الرسالة الرئاسية، من تثبيت لموقع الحريري كرئيس مكلف، ستجعل الرئيس عون أمام خيار وحيد إذا كان يريد إنقاذ البلد، وهو العمل على إعادة التواصل مع الرئيس المكلف، وتجاوز الخلافات الشخصية التي لن تقود إلا إلى خراب لبنان إذ لم تشكل حكومة تلبي طموحات اللبنانيين، وهذا ما يراهن عليه البعض، مع معاودة الرئيس بري لمساعيه التوفيقية، مدعوماً ببركة البطريرك الراعي المستاء للغاية من عدم استجابة المسؤولين لما سبق وطالب به، بضرورة تشكيل حكومة اختصاصيين جديرة بالثقة، وقادرة على تحقيق الإصلاحات التي ينتظرها المجتمع الدولي.