هذه السلطة الكابوس، تسمع الانتقادات وتطنّش، تسمع الاتهامات وتطنّش، تسمع الشتائم واللعنات فتنظر الى السماء وتقول «الدني عم تشتي». لا شيء في لبنان «ظابط» سوى تضامن جماعة هذه السلطة مع بعضها بعضا على تحقيق دقيق لمضمون المثل المأثور «قابرين الشيخ زنكي سوا» مع فارق وحيد في هذا المثل أن الشيخ زنكي هو الشعب اللبناني الذي تقتله جماعة السلطة مع مطلع كل صباح، إما من الجوع او من الغلاء أو من التفجير أو من النفايات والتلوث، وإما بتعمد ابقاء لبنان من دون حكومة لتبقى الفوضى غير الخلاقة هي المهيمنة، ولكي يصبح الغني أغنى ومتوسط الحال فقيراً والفقير معدماً والمعدم ميتاً دون أن يسأل عنه احد.
بئس هكذا سلطة وبئس هكذا دولة وبئس هكذا مسؤولين يشترون الوقت من دم الشعب، فيعدمون كل حكومة تحاول ولو بالحد الادنى ان توقف تدهور الوطن والناس الى «جهنم الحمرا»، ولا يخجلون لأنهم يعبدون المصلحة الخاصة، ولذلك يتمسكون بالحقائب التي باضت لهم ذهباً لأنها في غياب الذهب ستبيض لهم خدمات للمحاسيب والانصار وتكون حصانهم غداً عندما تهل الانتخابات النيابية، مبكرة أكانت او متأخرة، كما تكون للبعض مظلة حماية في حال انقلبت الاحوال.
***
رؤوس هذه السلطة سهّلوا للرئيس المكلف تشكيل كل العقبات باستثناء ثلاث عقبات «بسيطة» مثل الخلاف على عدد الوزراء، فهم يريدونها ان تستوعب البطانة والحلفاء، كما أن الخلاف على المداورة ما زال يدور مثل الاسطوانة المكسورة، ويبقى عقبة «زغيرة» هي الخلاف على توزيع الحقائب، ولا تسمع اثناء الحديث عن الحكومة سوى ثلاث من جذر واحد هي حصة، حصص، حصتي. يا « عيب الشوم» على هيك سلطة، فشلت في كل شيء باستثناء حرب الحصص التي يفوز فيها الاقوى فيستسلم له الجميع، وعندها «على مسؤوليتي» تنحل جميع العقبات، فتنتصر السلطة ويموت الشعب.. تقول النشرة الجوية ان «الدني اليوم بدا تشتي».