أين أنتم أيها المؤلِّفون، هل تجودون علينا بكلمة واحدة لتخبرونا أين أصبح مسار تشكيل الحكومة؟ خاطبناكم بالجمع لأننا نعرف، أنّ في لبنان نمطاً من تأليف الحكومة لا مثيل له في العالم. فليس الرئيس المكلّف، بالتشاور والتوافق مع رئيس الجمهورية، هو الذي يتفرّد في التشكيل. لأنّ هناك رهطاً من المُشاركين في هذه العمليّة يتوزّعون على الداخل والخارج.
جماعة الداخل معروفون. قليلٌ منهم يُسهِّل وأكثرهم يُعرقِل، إلا إذا تمّ التأليف وفق شروطهم. ولكنّ الشروط ليست وقفاً على الداخل. فالخارج له شروطه أيضاً وحتى «تشكيلته» كذلك، إن لم يكن بالأسماء فعلى الأقلّ بالمواصفات.
ألم نسمع أنّ هذا الرئيس الأوروبي يقترح أسماءً بعينها؟
وأنّ ذاك الطرف الإقليمي يقترح، في المبدأ، تأخير التشكيل حتى ينجلي الليل عن صبح إدارة أميركية جديدة ليُعرَف ماذا تُريد وماذا لا تُريد؟
وأنّ ذلك الطرف الإقليمي الآخر قال، وبالكلام المباشر، أنه لن يتعامل مع حكومة يكون فيها مُمثِّلون للطرف الأول؟
وأنّ الإدارة الأميركية التي تُلملم أوراقها للرحيل تُريد أن تستلحق حالها فتُطالب بحكومة معيّنة قبل أن تتسلم الإدارة الجديدة مقاليد الحكم؟
ونعود إلى الداخل:
من لا يعرف أنّ الأطراف كلّها تعمل حساباتها على قاعدة أنّ الحكومة الآتية بإسم «ستة أشهر لتحقيق الإصلاحات» ستبقى إلى نهاية العهد الذي لم يبقَ منه سوى السنتين الأخيرتين؟
ومن يجهَل أنّ هذه الحكومة هي التي ستُشرِف على إجراء الإنتخابات النيابية العامة في ربيع عام 2022 التي تُمهّد لإنتخابات رئاسة الجمهورية في خريف العام ذاته؟
ومن يفوته أنه إذا كان يتعذّر تشكيل الحكومة، اليوم، إلّا بشقّ النفس، هذا إذا تمّ تشكيلُها، فسيكون شبه مستحيل الإتيان بحكومة سواها في ما تبقّى من هذا العهد؟
ومع ذلك يُطالبون الرئيس المكلّف بأن يفكّ طلاسم هذه الأحجية!
ولكن… هل يحتمل لبنان المزيد؟
خليل الخوري