IMLebanon

الحكومة والمجلس… والمعطِّلون!

ليس مطلوباً، ولا يجوز أن يطلَّ بعض قادة التعطيل ويطلبون من هذه الحكومة أن تجترح العجائب التي لم يأت بمثلها الأوائل ولا ناخت في ساحاتهم إبل الحكومات التي عرفناها في الزمن الرديء الذي نعيش بنعَمه وأفضاله في هذه المرحلة الحرجة. ولا حتى في الزمن الجميل حيث كان السياسيون قادة بكل معنى الكلمة يغارون على مصلحة لبنان، ويعملون لازدهاره ولما يخدم تطوّره وتقدّمه…

حكومة “الوحدة الوطنية” عملت ما عليها، وجاهدت الجهاد الحسَن، وحافظت على سياسة النأي بلبنان على رغم كل المحاولات التخريبيّة التي قادها لبنانيّون، و”غذّوها”، وشجّعوها، لكنهم خسئوا وفشلوا فتراجعوا.

أجل، وبكل موضوعيّة وإنصافاً للحقيقة، حكومة تمَّام سلام التي حقّقت “أعجوبة” جمع الماء والنار أقدمت وأنجزت وحقَّقت كل ما تتطلَّبه المصلحة الوطنية.

أما إذا كان هناك متضرّرون، وخائبون، وشخصانيّون لا يهمّهم أن تخرب البصرة ولبنان بقدر ما يهمّهم ما يلبّي شهَواتهم، فما على هؤلاء سوى أخذ دروس خاصّة في الوطنيَّة والديموقراطيَّة والأصول والتقاليد والقيَم، ثم سلوك الطُرق والأساليب القانونيَّة وفقاً لما ورد في النصوص الدستوريَّة.

البلد تُحاصره الأزَمات من كل حَدبٍ وصَوب. وفي كل الحقول والمجالات، حتى وصل الدور إلى الزبالة التي كادت أن تتقدَّم بأهميّتها وأولويّتها على أزمة الكهرباء، وأزمة الفراغ الرئاسي، وأزمة التعطيل الشامل وضِيق الحال وذات اليد بالنسبة إلى السَواد الأعظم من اللبنانيين.

فالمطلوب، إذاً، من الغيارى الحقيقيّين، ومن أولئك الذين لا يهمّهم من التعيينات والتمديدات إلا أقربائهم وأنسبائهم، أن يتحلّوا بما تيسَّر من الخجل واللياقة، ويحاولوا أن يُظهروا مظهر القلق ولو صوَريّاً على البلد المعتَّر والشعب البائس.

وعلى الجميع، وخصوصاً أولئك الانتفاعيّين الباحثين عن المزيد من التكسُّب والإفادة، أن يضعوا حجراً في المدماك، لا في الطريق.

هذه الحكومة هي في واقع الحال حكومة تصريف أعمال لأسباب منشورة في أرجاء المعمورة. وكل الاتجاهات والكُتل والعناتر متمثِّلون فيها. والمفروض في هؤلاء “النشامى” أن يتولّوا هم الدفاع عنها، لا اللجوء إلى المزايدات والبحث عن وسائل التعطيل فوق التعطيل.

وقد يكون بيت القصيد وبيت التعطيل في مكان آخر، حيث ثارت ثائرة الرئيس نبيه برّي من استمرار توقف العمل التشريعي. نقول معه، ويقول الناس أيضاً إنه من غير الجائز التساهل حيال التعطيل والمعطّلين.