IMLebanon

حكومة ونقطة على السطر

هل ما قام به الرئيس تمام سلام، انتفاضة سياسية على حكومة الوحدة الوطنية؟

أم نصف ثورة؟

أم ربع مراجعة لأسلوبه.

إلاّ أن اعتكافه الصغير بداية انتفاضة على رتابة سلطة، لا تتسلّط. أم هي عاجزة عن التسلّط.

والأهم، دعوته الى اختصار الوقت لا تركه على الغارب، طولاً، ومناقشة وجدلاً سياسياً.

هذا، لا يعني، عدم وجود شيء جيّد، قامت به الحكومة.

وعندما يختلط العاطل بالسيّئ، يصبح مثل اختلاط الحابل بالنابل.

والتوافق إبن عمّ الاجماع.

ولو أن الحكومة، أخذت جرعة إنعاش، وإن لم تأخذ نفحة حياة.

إلاّ أن الحكومة عملت شيئاً مفيداً، عندما أعادت الى كل وزير حجمه.

وأوقفت معادلة وجود ٢٤ وزيراً، و٢٤ رئيساً، و٢٤ في بلد، لا رئيس جمهورية فيه، بعد ٣٠٠ يوم على الفراغ الرئاسي.

والشغور والفراغ أخوان أو توأمان، غير شقيقين.

كان صعباً أن يكبّ تمام سلام الوحدة الوزارية في الشارع.

إلاّ أنه كان مصيباً باحتضانه الجميع.

ذلك أن البلد من دون رئيس جمهورية.

ومن دون حكومة.

وعلى أبواب فراغ آتٍ للوطن، من دون مجلس دستوري.

هذا يعني ان لبنان، قبِل طوعاً أن يعيش من دون مؤسسات دستورية.

انها الهرطقة الدستورية، في بلد تسير فيه معظم الأمور ب هرطقة سياسية غير مقبولة.

كان آخر رئيس سوفياتي يفضّل تصغير روسيا، على الاحتفاظ بالاتحاد السوفياتي.

ولذلك، فقد اختار غورباتشوف أن يخسر بعض الاتحاد، على الاحتفاظ بدولة عظمى في وجه الولايات المتحدة.

صحيح أن تمام سلام ليس غورباتشوف، لكنه يشبهه ب انتفاضته المحدودة.

فهو اختار للمرة الأولى حكومة من ٢٤ وزيراً، لا من ثلاثين، كما كان الأمر في زمان الوصاية السورية.

واختار أيضاً، أن تعود رئاسة الحكومة الى المصيطبة، حيث كان والده صائب بك، على أن تذهب الى خارج العاصمة.

وهو بدأ رئاسته هادئاً.

بيد أنه أصبح يقترب من الثورة ويرافق الانتفاضة على أن يقولوا إنه استسلم الى ٢٤ وزيراً، يشاركونه الحكم، كما يحلو لهم أو يريدون.

هل بزغ فجر جديد على البلاد مع عودة الحكومة الى الاجتماع؟

ربما، يمكن القول إنه في عصر انهيار الوطن، بزغ دور جديد لرئيس حكومة، كانت على وشك الانهيار.

ربما أراد أن يكون رئيس حكومة.

وهذا ما أراده.

وما تحقق.

قد لا تكون حكومة الثلاثين وزيراً، هي حكومة كل لبنان.

وتلك الحكومة احتفظ باسمها الرئيس تقي الدين الصلح، في عهد الرئيس سليمان فرنجيه.

لكنها، وبفضل تمام سلام، كانت حكومة ونقطة على السطر.