IMLebanon

حكومة بالقوة  

 

 

عادة الحكومات في لبنان تكون وفاقية لكون لبنان بلد التعددية (١٨ طائفة)، وكنا نعتز بذلك، وكنا نحذر من قانون الانتخابات وثبت بالدليل القاطع أنّ هذا القانون أنتج هذا المجلس الذي سقط فيه التوازن الطائفي في لبنان إذ أصبح «حزب الله» يحكم لبنان كله بعدما كان يحكم المجلس النيابي… إذ بقي الفراغ الرئاسي سنتين ونصف السنة الى أن جاء الرئيس الذي أراده الحزب، ولم يكتفِ بذلك، فجاءت نتيجة الانتخابات أنّ الحزب وضع يده على ما يسمّى بـ»المعارضة السنية».

 

طبعاً، نلاحظ أنّ في الحكومة السابقة العهد تأخر تأليفها سنة لأنّ جبران باسيل أراد حصة منتفخة وكان «حزب الله» يريد إدخال المعارضة السنية.

 

فشلت تلك الحكومة لأنّ «حزب الله» لم يعد قادراً إلاّ أن يحكم منفرداً بالبلد.

 

ونسأل: لماذا لم تستطع تلك الحكومة أن تحل مشكلة الكهرباء ولا حلت أي مشكلة إقتصادية في لبنان.

 

بالمناسبة أنّ ملف الكهرباء الذي كبد لبنان ٤٦ ملياراً حتى اليوم وهو الملف الذي في عهدة «حزب الله» أو ٨ آذار منذ التسعينات حتى اليوم، أي أنه في عهدة الفريق ذاته (وحتى في الحكومة الجديدة أيضاً).

 

منذ بداية الحرب الأهلية في سوريا أخذ لبنان يبتعد عن العرب، وكما نتذكر أنه في فترة من الفترات كان السعوديون والخليجيون ينصحون رعاياهم بتجنّب لبنان، وذهبت الإمارات الى أبعد فحظرت سفر رعاياها الى لبنان.

 

حاول الرئيس الحريري في زياراته العربية أن يتدارك هذا الأمر، ولكن العرب كانوا يجابهون عتبه عليهم بأنّ لبنان لم يعد حيادياً وهو يدور كلياً في الفلك الإيراني.

 

وقال مسؤول عربي كبير للحريري: نتغاضى إذا كان لبنان على الحياد أمّا أن يكون الى جانب إيران ضدنا، كما يفعل في اليمن على سبيل المثال، فهذا غير مقبول بالنسبة لنا على الاطلاق.

 

اليوم «الحراك» الذي مضى عليه نحو مئة و٢٠ يوماً، وكان يطالب بقانون إنتخابات وسواه من المطالب… تبيّـن أنّ البلد مقسوم الى جانبين، للمرة الثانية، الأولى كانت أيام حكومة الميقاتي وهبط النمو من ٩٪ الى صفر؟

 

والمصيبة اليوم اننا تحت الصفر، وأننا نسير الى المجهول، وكل ما يُقال عن انهيار مالي واقتصادي وتدابير المصارف، أي كل هذه الأزمة الكبيرة التي نعانيها، سببها إنحياز لبنان الى إيران ضد العرب الذين وقفوا الى جانب لبنان في المناسبات العديدة والحرجة، أمّا أن تكون ضدّهم (أي مع الفرس ضد العرب) فهذا ما ندفع ثمنه اليوم.