IMLebanon

الارتطام الكبير «قريب»… والسلطة عاجزة ومشلولة الانقسام السياسي في أوجّه .. وتعاطي الحلفاء «على القطعة والملف»

 

 

لم تصل المفاوضات على خط بعبدا بلاتينوم الى خواتيم سعيدة بعد، حيث لم تحرز وساطات اللواء عباس ابراهيم والسيد مصطفى الصلح في جمع الطرفين حيث تترنح الأجواء الحكومية بين هبّة باردة وهبّة ساخنة فيما تتسارع وتيرة الانهيار والاقتراب من لحظة الارتطام الكبير حيث تفصل أيام قليلة عن رفع الدعم ومع ذلك يستمر تناتش الحصص وتسجيل المواقف السياسية على حساب الانهيار ويتنوع من الانقسام حول الطرح الإنتخابي لتعديل القانون الى المواقف من التحقيق في انفجار المرفأ حيث تؤكد المعلومات ان هناك انقساما في المواقف من التحقيق والتعاطي مع المحقق العدلي بين المكونات السياسية مع توجه بدأ الاعداد له لتنحية القاضي طارق البيطار وكف يده عن الملف حيث تتحدث المعلومات عن تحضير محامي  الوزراء السابقين غازي زعيتر ويوسف فنيانوس والوزير علي حسن خليل دعاوى تتعلق بالارتياب ونقاط قانونية تطالب بكف يد المحقق عن الملف.

 

المشروع سيشكل مادة للتجاذب السياسي على غرار ما حصل في جلسة رفع الحصانة النيابية برفض اللقاء الديمقراطي وتكتل لبنان القوي والجمهورية القوية  انعقاد جلسة الحصانة حيث ظهر التفاوت في المقاربات السياسية والنظرة الى الموضوع اذ اجتمع الأخصام في السياسة للاطاحة به (التيار والقوات)على الرغم من الاختلاف السياسي الكبير بينهما الا انهما اجتمعا في موقف موحد مؤيد لرفع الحصانة فيما ابتعد التيار الوطني الحر بموقفه عن حزب الله ووقف تيار  المستقبل والحزب في جبهة دستورية واحدة مؤيدة لإحالة النواب على المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء حيث ظهر الانقسام في الشكل مسيحيا واسلاميا  بتمايز النائب السابق وليد جنبلاط في الموقف من الحصانة الى رفع الدعم.

 

على غرار الفوضى اللبنانية الشاملة  في التعاطي مع الأزمات تبدو علاقة السياسيين مشابهة  مع اقتراب الارتطام الكبير اذ تحاول القوى السياسية ان تتقاذف المسؤولية من الأزمات جميعها وحيث يتعاطى كل فريق وفق مصلحته وما تقتضيه حاجات مناطقه، فعلاقة جنبلاط والرئيس بري لم تهتز في الماضي فهما لم يفترقا من العام ٢٠٠٥ لكن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي له نظرته في مقاربة الأزمات الحالية وهو يلتقي مع الرئيس بري او التيار الوطني الحر على القطعة  او الملف وبالمقابل لا شيىء يجمع التيار والقوات في السياسة الداخلية  فرئيس حزب القوات سمير جعجع جاهز دائما لاتهام العهد والتنكيل بالتيار محملا الإثنين  مسؤولية الوضع الحالي، ومع ذلك غالبا ما تجد القوات والتيار في خندق سياسي واحد او يلتقيان حول ملف محدد، ومقاربة ملف المرفأ خير مثال على موقف الطرفين وانه نظرا لأن الانفجار وقع في منطقة الغالبية المسيحية.

 

لا يختلف إثنان على ان كل فريق فاتح على حسابه يعمل وفق مصلحة بيئته ومجتمعه، يمكن الحديث عن انهيار أصاب عددا من التحالفات لكن هذا الانهيار ظرفي ولزوم المعركة ومواجهة الانهيار الحالي اذ يحاول كل فريق ان يشد عصبه السياسي وجماهيره  تحضيرا لمرحلتي الخروج من النفق الاقتصادي ومع اقتراب الاستحقاقات  الانتخابية.

 

يحاول المستقبل الذي مني بخروج سعد الحريري من التأليف ان يلتقط الشارع والتحضير لمواجهة حتمية مع العهد في حال فشل الرئيس ميقاتي في التأليف، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي خلق حالة سياسية خاصة تجمع بين الودية والخصومة مع بعبدا وحفظ التوازنات مع بيت الوسط وعين التينة، التيار الوطني الحر يخوض معركة الجبهات المفتوحة مع الجميع ومع من يحمله تبعات الأزمات، حزب الله في سباق مع الضربات ومحاولة فك الحصار وايجاد الية مريحة لمجتمعه المطوق بالأزمات فالارتطام يربك الجميع ومعه الوضع المأسوي الذي يغرق به الشعب اللبناني.