IMLebanon

حكومة نصف القرار …. والقيل والقال؟!

 

اخر ما يمكن للمرء ان يتصوره بالنسبة الى الحكومة، هو ان تكون حكومة، ليس لانها لم تفعل شيئا بل لانها قائمة على كلام  ليس فيه اي فعل، اضافة الى ان مضمونها الوزاري مشكوك في امره، حيث لكل وزير لونه الخاص، اي انها حكومة اللون غير الواحد بما في ذلك القرار غير الواحد، لاسيما ان مدلولها السياسي قائم على انعدام الرؤية الوطنية الواحدة.

صحيح ان كل وزير بات يرى في نفسه رئيسا للجهورية طالما ان المداورة في توقيع القرارات  خاضعة لمزاجية سياسية غير محددة اضف الى ذلك ان ما تردد عن خلاف على التعيينات الامنية والعسكرية، جاء بفعل لا مجال للقول عنه انه منطقي، بدليل شد كل وزير في اتجاه مصالحه ومصالح حلفائه، والامر ينطبق على مدلول قوى 14اذار و8 اذار في وقت واحد، حيث الارباك السياسي قائم بمختلف الاتجاهات التي تحتم الخلاص من مثل هذه الحكومة المشهورة بعناد وزرائها اكثر من سعي الطاقم الوزاري لان يكون موحدا (…) وعاملا على خط واحد!

ان التأخر في انفجار الحكومة من داخلها يساوي وحدة حسابية لا مجال لان يفهمها انسان لانها قائمة على خلافات راسخة بين وزرائها وبين من يمثلونهم في السلطة، بعدما اثبتت التجارب ان من الواجب التخلص منها بمطلق وسيلة سياسية ممكنة، اضف الى ذلك ان انفراط عقد الحكومة يساوي اكتمال عقدها لانها لم تفعل ما يفيد سوى اصحابها وما يمثلون في دقة غير محسوبة في صلب السلطة التفيذية غير القادرة على ترجمة قراراتها (…)

 في اخر جلسة لمجلس الوزراء، اوحت نهايتها ان لا مجال لان تستمر في الحكم كونها مختلفة على كل شيء، لاسيما بالنسبة الى الحال الامنية التي زادها تدخل حزب الله في الحرب السورية، وصولا الى ايحائه بانه «سيطب» على عرسال من خلال تصرف حزبي لا مجال للقبول به، عندما يقال انه خط مستقبلي بين شيعة سوريا وشيعة لبنان اضف الى ذلك انه العمل الذي يقوم به حزب الله يوحي وكأن ثمة مشروعا علويا من الواجب ان يربط بين دمشق والساحل السوري عندما يحين اوان تقسيم سوريا والخلاص من نظام بشار الاسد؟

الموضوع – المخطط ليس مجرد رواية هزلية بقدر ما هو دليل واضح على ان اللعبة السياسية جاهزة للتخلص من نظام البعث مرة واحدة ونهائية، الى حد القول ان مجالات تعافي النظام اصبحت معدومة كليا مهما بذل من مذابح  بحق شعبه بمساعدة واضحة وفاضحة من «روسيا بوتين» ومن ايران الجمهورية الاسلامية التي دفعت  حزب الله الى اتون الحرب، من غير ان يدرك المعنيون فيه وعنه ان لا مجال لخلاص بشار مهما طال زمن الحرب التي ادت الى الان الى مصرع 250 الف سوري وعملت علىنزوح زهاء تسعة ملايين انسان موزعين بين لبنان (مليونين ونصف)  والاردن (مليون)  والعراق مليون وتركيا مليون، في الوقت الذي لم يكلف العالم المتمدن سوى بضعة وحدات اغاثة لافهام من لم يفهم بعد ان الدول القادرة غير مهتمة بالوضع السوري؟!

واذا كان من مجال امام حكومتنا او البقية الباقية منها لان تمنع سقوط عرسال المدينة مع النازحين السوريين اليها، فان ذلك يعني وقوف الجيش على الحياد على رغم كل ما يقال عن تلقيه اوامر يمنع اسقاط عرسال مهما اختلفت الظروف، فيما يفهم من ظروف حزب الله ان الاستدارة العسكرية لتطويق عرسال تمهيدا لاسقاط المدينة، وصولا الى ما يفهم منه ان لا مجال لتغيير المخطط العربي الذي ينص على احتلال هذه البؤرة السنية من امام طريق الزحف الشيعي – العلوي ومن بعد تغيير خريطة المنطقة؟!

وفي عودة الى الوضع الحكومي هناك من يجزم انها لن تستقيل كي تبقى امور الدولة عالقة بين من يريد التعيينات الامنية – العسكرية ومن لا يريدها مهما اختلفت الظروف السياسية، حتى ولو اقتضى الامر الوصول الى خضة امنية تعيد لبنان الى دائرة الحزب الاهلية ليس الا (…)

اما الذين يراهنون على علاج مبضعي للحكومة غير ان لا مجال بعد اليوم لان تصحح الحكومة اوضاعها طالما بقي وزراؤها على ما هم عليه من مواقف، فضلا عما يقول عنه بعضهم من ان الجرة الحكومية قد انكسرت ولا مجال بعد اليوم لاعادة جمع اجزائها، وهو ما يفهم منه ان التعافي لم يعد واردا بما في ذلك تصحيح الخلل، طالما بقيت الامور على ما هي عليه فضلا عن استمرار الشغور في رئاسة الجمهورية؟!