IMLebanon

من الخطة إلى الجولة.. ضوابط منظورة وغير منظورة تتحكَّم بموقع لبنان من الحرب الدائرة

 

 

قد لا يكون من الأسرار التي من الصعب معرفة كميات «السردين» والجبن (وهو من مشتقات الحليب، وبودرة الحليب الناشفة) التي تشتمل عليها خطة الطوارئ الحكومية، تحسباً من تطورات أمنية، عاصفة، تأتي من الجنوب، على وقع احتدام المعارك الضارية، التي أتت على البشر والحجر في مدينة غزة والقطاع، في أسوأ ضربات بالطائرات والبوارج والدبابات والصواريخ والمسيَّرات، فضلاً عن آخر إبداعات الهمجية الغربية والأميركية من قنابل فوسفورية وغازات سامة، وكأن الشرائع والقوانين والمنظمات الدولية والحقوقية، ومجلس الأمن والجمعية العامة للامم المتحدة، (ودولة الاحتلال عضو فيها).

والترويج الذي لا يتوقف عن خطة الحكومة، التي عادت إلى خلافاتها للتوّ، قبل أن يعود وزراء التيار الوطني الحر إلى المشاركة في الجلسات، تبعه إعلان عن جولة لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى الخارج، في محاولة لدرء الخطر عن لبنان، مع الإشارة إلى أن «قمة القاهرة للسلام، التي خرجت بتكريس الإنقسام الأوروبي – العربي إزاء الحرب التي اندلعت في 7 ت1 الجاري لم يُدع إليها لبنان، ضمن تبريرات من غير الممكن التسليم بها أو حتى المناقشة في منطلقاتها.

 

بدا لبنان الغارق في أزماته، أكثر قدرة على التعامل مع احتمالات تداعيات الحرب، فكانت الإجراءات في مطار رفيق الحريري الدولي استباقية، على صعيد شركة الطيران الوطنية «الميدل إيست»، مع هبوط مستويات التأمين الدولية، فضلاً عن المخاوف من تعرُّض المطار لمخاطر الإعتداءات، إذا ما توسعت الحرب، أو دخل لبنان إليها بصورة مختلفة عما يجري على جبهة مواجهات «قواعد الإشتباك».

على أن العراضات الحاصلة، خارج ساحة الميدان، الممتدة على طول لا يقل عن 104 كلم من رأس الناقورة والبياضة والظهيرة وعيتا الشعب غرباً إلى هضاب كفرشوبا وتلال العرقوب ومزارع شبعا المحتلة، حيث من هناك بدأت المقاومة، بضربات ذكية، تضامناً مع مقاومة غزة وفي إطار الفرصة المناسبة لتحرير ما تبقَّى من أرض لبنانية محتلة، من المزارع إلى تلال كفرشوبا والميري والشطر الشرقي من قرية الغجر.

على أن هذه العراضات، سواء عبر برامج الـ «توك شوب» أو التحليلات المضحكة أو المعلومات الفاقدة لشرعية المصادر المعلومة أو المجهولة، أو عبر «المصالحات البهلوانية» ، وإعادة طرح البرامج المصاغة بطرق معقدة، «لا تُغني ولا تسمن»، كما يقال، كالتي طرحها رئيس التيار الوطني الحر، وفجأة توقفت، وكأن شيئاً لم يكن، لا على صعيد المشاركة بجلسات مجلس الوزراء أو حتى الإعلان صراحة عن المشاركة في ترتيبات حوارية أو مجلسية لإنهاء الشغور في الرئاسة الاولى.

بقي الإنقسام السياسي هو القاعدة في البلد، أما الإسثناء، فهو محاولات لرأب الصدع، داخل أطراف الصف الواحد..

كسر رئيس التيار العوني باسيل نظام المقاطعة أو الحصار المضروب عليه، وعلى تياره، عبر جولة الإتصالات التي أجراها مع قيادات الصف الاول في فريق السلطة، سواء على المستوى الرسمي، الرئيسين نبيه بري وميقاتي، أو السياسي النائب السابق وليد جنبلاط، والمرشح الرئاسي رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية.

بدا باسيل مرحباً به، حيثما حلّ أو زار، مع تنويه بالمبادرة الهادفة إلى الوحدة الوطنية ومنع انزلاق البلد إلى الحرب، ضمن ضوابط محسوبة بدقة، دعم المقاومة في دفاعها عن لبنان، وعدم الانزلاق إلى ما يمكن اعتباره فتح جبهة بموازاة جبهة غزة، مع ما يترتب على ذلك، من حسابات الدمار والقصف وشلّ الحياة، وتخريب ما بقي من مقومات من شأنها أن تُبقي الدولة قائمة، ولو على مستوى الهيكل وبعض البنى الضرورية.

في اليوم الثالث للجولة، انقطعت الاخبار عن النتائح، وما يمكن أن يحدث، في حال ثبت بالوجه الشرعي، أن باسيل نزل عن «شجرة المكابرة»، أو ما كان يسميه الميثاقية والشراكة» وعدم تجاوز طرف على طرف في مسألة السلطة وقرارها.

بصرف النظر عن ذلك، وما يمكن أن تؤول إليه الحركة السياسية في البلد، بقي السؤال المحوري يتعلق بـ إذا كان حزب الله قرّر الإنغماس على نحو واسع في الحرب الدائرة..

بعد مرور 3 أسابيع ونيف، لم يدخل الحزب على النطاق الذي يجري التحذير منه، وبقي ضمن دائرة قواعد الإشتباك (موقع بموقع، وعملية رداً على اعتداء) بما في ذلك تحييد المدنيين.

وهو في نظر العارفين، قد لا يدخل في الايام أو الاسابيع المقبلة، فالحرب الدائرة، ضمن الجنوح الاميركي – الغربي، (أو تحالف اليهود مع البروتستانت)، لها قواعد جديدة، وضوابط غير منظورة، وإن كانت المفاجآت تشكل خارطة لتطورات غير محسوبة أو منظورة؟!