Site icon IMLebanon

الحكومة تواجه الملفات  بالمزيد من العجز والتشتت

شهرٌ يورِث شهراً ملفاته واستحقاقاته لتتراكم الأزمات والمشاكل، كالنفايات، بشكلٍ فوضوي ومن دون فرز ومعالجة… ها هو أيلول يرث ملفات آب الذي بدوره ورث ملفات تموز، وهكذا دواليك، لكنها ملفات من نوع العوادم التي تستعصي على المعالجة، فهل أصبحنا في بلدٍ لا يُنتج سوى الأزمات والنفايات ولا يلتزم المواعيد والإستحقاقات؟

***

حلَّ أيلول لتحل معه المشاكل والأزمات دفعة واحدة:

بدأت الصرخة تتصاعد من أبواب المدارس والجامعات:

أقساط لا ترحم، قرطاسية لا ترحم، أسعار كتب لا ترحم، وأهل يفتشون في الجيوب فلا يجدونها سوى فارغة. هل يقع الإنفجار الإجتماعي؟

في لبنان لا انفجارات اجتماعية، للأسف ليس هناك سوى انفجارات حقيقية، أما تلك الإجتماعية فتقتصر على انفعالات وعلى ردات فعل، من دون أن تكون هناك أية خطة للمعالجة.

ارتفاع الأقساط المدرسية التي لا يقابلها أيُّ تحسن في العمل، سيضع الواقع الإقتصادي والإجتماعي أمام فوارق لا يمكن تسويتها، النتيجة المباشرة لهذا الواقع تتمثَّل في نزوح الكثير من الطلاب من المدارس الخاصة إلى المدارس الرسمية، وهذا ما سيُلقي تحدياً جديداً على كاهل وزارة التربية المعنية بتوفير المدارس والمقاعد والهيئة التعليمية.

حتى أنَّ بعض الطلاب لن يكون قادراً على تحمُّل الكلفة الرمزية للمدارس الرسمية، وهكذا سنشهد نزوحاً مبكراً من المدارس إلى سوق العمل ولو من جيل دون السن القانونية.

***

هذا الواقع يفتح ملف سوق العمل اللبنانية المتخَمة، على رغم الجهود المضنية لوزير العمل سجعان قزي، فإن قضية اليد العاملة في لبنان تشهد أزمات متلاحقة:

عدَّاد العاملين الأجانب في ارتفاع مضطرد، وعدّاد العاطلين عن العمل من اللبنانيين في ارتفاع مضطرد أيضاً، أما كيف الحل؟

ومتى؟

فلماذا المكابرة؟

لا أحد يملك الجواب ولا أحد يملك القدرة على تطبيق الحل، إذا وُجد.

الخوف، كل الخوف، أن تتصاعد أزمة النازحين في الداخل وأن يتم تناسيها في الخارج، الدول الكبرى تعالج موضوع النازحين لديها بأعلى الشروط المتوافرة فيما لبنان يئن من العجز، ففي المانيا، على سبيل المثال لا الحصر، كلفة النازح السنوية نحو عشرين ألف يورو، فهل هذا هو الوضع في لبنان؟

الموازنة المخصصة للنازحين في المانيا توازي في أرقامها موازنة الدولة اللبنانية للعام 2017، علماً أنَّ النازحين في المانيا لم يبلغوا المليون فيما هم تجاوزوا في لبنان المليونين؟

هل سيفتح الرئيس تمام سلام هذا الملف في نيويورك حين يصل إليها في العشرين من هذا الشهر؟

كيف سيُبحَث هذا الأمر فيما الوفد اللبناني يترنَّح؟

فوزير الخارجية سيسبق الرئيس سلام إلى نيويورك، وكيف سيكون الوفد اللبناني في ظل رئيس يلوّح بالإستقالة، ووزير يقاطع جلسات مجلس الوزراء؟