الحكومة التي اطلقوا عليها اسم «استعادة الثقة» لم تنجح بحمل هذا الاسم الكبير باستثناء قلة من الوزراء، حاولوا فحصلوا على ثقة الناس، لكنهم فشلوا في نقل العدوى الى الاخرين، فتحولوا الى شهود زور على ما ترتكبه هذه الحكومة من اخطاء وخطايا.
المشكلة في هذه الحكومة ان فهمها بطيء الى درجة الاعاقة، ترى المشكلة تتكرر امامها مرات عدة، فلا تتعلم منها لتتلافى الاعظم الذي سوف يحدث حتماً.
هناك هبل، ضارب اطنابه، او قلة معرفة، او جهل، او تجاهل، لان الحكومة التي تواجه مشكلة ما، في اكثر من مرة، ولا تجد لها الحلول، او لا تقدم على الحلول، هي حكومة ساقطة. وحتى لا اتهم بالتجني، ماذا فعلت الحكومة حتى الان بموضوع النفايات التي لوثت البحر الابيض المتوسط، وحملت الامراض للبنانيين؟!! ما هي التدابير التي اتخذتها لحماية الاحراج والمزروعات من الحرائق، على صعيد الاليات والعنصر البشري؟ مياه لبنان ملوثة بنسبة 83% ثاني اعلى تلوث في العالم والحكومة غير معنية بهذا الخبر، مشكلة السير التي تحوّل البشر الى قطعان غنم كل يوم، واينما كان، هل فكر احد في هذه الحكومة كم هي كلفة المحروقات التي يتكبدها المواطنون يومياً؟؟ هناك مناطق في ضواحي بيروت وعدد من الاقضية محرّمة على المواطنين العاديين لان المسلحين، يتحكمون بالمقيمين والعابرين، ما هي خطة الحكومة لحماية الناس؟ كم من مواطن قتل على طريق او كوع مرة بعد مرة، ولا «تنهز» الحكومة او الوزير المعني؟ المعاينة الميكانيكية، البطاقة الممغنطة، بطاقات الهوية، المعاملات في الدوائر العقارية، التأخير في الضمان، التأخير في المحاكم، مئة مشكلة ومشكلة، والحكومة ملهية لاشهر في نقاش بيزنطي لا ينتهي، حول كيف نؤمن الكهرباء.
اذا كانت الحكومة عاجزة من مواجهة هذه القضايا البديهية التي تعني المواطن، كيف لها ان تتصدى للقضايا الوجودية، مثل استقلال لبنان وسيادته، ومدى انتماء اللبنانيين الى هذا الوطن الذي يحملون اسمه وهويته؟
في كل جلسة لمجلس الوزراء، حفلة «دبّي واعصري» بين الوزراء، وينتهي الامر بتأجيل ما يعني المواطنين في حياتهم وعيشهم، وكل يوم ترتفع فاتورة المواطن من اليوم الذي سبق وربما على الساعات التي سبقت. وهذه الحالة لا ينفرد بها مجلس الوزراء لان ما يدور في جلسات مجلس النواب ادهى واشرس، خصوصاً عندما يبدأ التراشق، بالشتائم والاتهامات، والكلام من فوق السطوح.
* * *
هذه الحكومة فشلت، وكان يفترض بها ان تذهب الى البيت، لولا الخوف من الفراغ، الذي اصبح اللبنانيون رواداً به، او من مجيء حكومة اسوأ، وطالما انها مستمرة بفضل هذا الخوف، على الاقل، تحسّ على دمها» وتقدّم الى الشعب اللبناني ولو عملاً يذكرها به بالخير، بدلاً من ان تبقى بالنسبة اليه مثل حبة السفرجل «كل مصة بغصة».