IMLebanon

متى الاستشارات … ومتى الحكومة ؟  

 

 

بدأت رحلة العذاب، إذ ان فخامته معتاد على أن لا يوافق على تشكيل حكومة إلاّ ضمن شروط الصهر العزيز، هذا البند الأول…

 

البند الثاني: ما هي الوزارة التي سيختارها الصهر العزيز؟

 

البند الثالث: الأسماء التي سيختارها الصهر إذ يجب عليه الموافقة على الأسماء المشاركة في الحكومة.

 

البند الرابع: ما هي الوزارات المتبقية التي يقبل أن يتخلى عنها الصهر العزيز؟

 

هذه لمحة سريعة عن شروط الصهر لتشكيل حكومة جديدة.

 

وإن نسينا، فعلينا عدم نسيان ان أهم بند في التشكيل يجب أن يوافق الصهر على الوزارات التي ستعطى لـ«القوات اللبنانية».. وهذا يمكن أن يحتاج الى 6 أشهر على الأقل، كي يدرس الصهر الامر ويعطي رأيه.

 

هذه الشروط لتشكيل حكومة، وقد استجدّ بند آخر هو ما قاله فخامة الرئيس من انه ينتظر أن تتشكل الكتل النيابية ليصار الى دعوتها للاستشارات.

 

فعلاً يجب أن نشكر فخامة الرئيس لأنه يريد أن تكون الاستشارات دقيقة.. وهنا تبرز مواهب فخامة الرئيس في الحكم وفي إدارة الدولة..

 

الرئيس يعيش في عالم غير عالمنا، وما يؤكد على ما نقوله هو عندما سُئِل بعد الانهيار الاقتصادي والمالي: الى أين نحن ذاهبون؟ فأجاب بسرعة فائقة ومن دون أن يأخذ «وقته» ليفكر: إلى جهنم.

 

هذا الجواب وحده يكفي لنفهم ما حصل في لبنان ولا يزال.

 

فخامته بمكن أن يحصل على جائزة كبرى، يمكن أن تسجل في مجموعة «غينيس»: كيف يمكن أن تقضي على الدولة؟ وكيف تصبح العملة أوراقاً للحمام؟ وكيف ينهار القطاع المصرفي؟ وكيف تتبخّر أموال الشعب في البنوك حتى انه لا يستطيع أن يحصل ولو على دولار واحد؟

 

وكي لا نكون مجحفين بحق البنوك فإنّ المشكلة هي ان دولتنا العزيزة استدانت من البنوك 90 مليار دولار… والمصيبة الأكبر ان رئيس الحكومة السابق حسان دياب هو صاحب نظرية ان الديون على الدولة يجب ان يدفعها المواطن والبنوك.

 

في الحقيقة، لو كان هناك دولة تحترم نفسها، ولو كان عندنا حكام يحترمون أنفسهم… لكان عليهم أن يعترفوا بأنّ الديون هي حق يجب على الدولة سدادها للبنوك وإعادتها للمواطنين، لا أن يتركوا البنوك تواجه المواطنين، حيث أوجدت حالاً من الغضب والكراهية بين المواطن وبين المصارف.

 

يبقى السؤال: هل يمكن أن يفعل فخامته أي شيء لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟

 

بصراحة، بوجود هذا الصهر وبوجود هذا العقل المتحجّر الذي يحكمنا لا يمكن أن يكون هناك حل…

 

يبقى السؤال.. ما العمل؟

 

الإجابة على هذا السؤال: لا بد وأن ينتهي هذا الحكم.. لأنه بوجود هذا العقل المتحجّر لا حل يمكن أن ينقذ البلد.

 

أخيراً… على اللبنانيين أن لا ينتظروا أي حل، خاصة وأنّ رأس الحكم في عالم آخر كما قلنا.

 

ربّ العالمين وحده، وبوجود بعض اللبنانيين الذين يساعدون أهلهم في لبنان، هو الذي يبقي لبنان وينقذه من الانهيار.