IMLebanon

لعبة التّكليف والتّأليف

 

 

على الرّغم من التّفاؤل الذي بثّته أخبار حجوزات المطار والفنادق في صيف الـ full والتي شدّت عزم اللبنانيّين و”فتحت نفسهن” على الحياة وبالرّغم من الإجابة التي حملتها الـ “إنفوغراف” التي احتلّ فيها لبنان المرتبة الثّالثة بين الدّول العربيّة الأكثر تلقّياً للتحويلات الماليّة للعام 2021 بنسبة 6.6 مليارات دولار لا تزال البلاد تجرجر نفسها على سكّة البقاء على قيد الحياة مهما حاولوا تيئيس الشعب اللبناني برغم كلّ المؤشّرات المعاكسة، التي يتجاهلون فيها أنّ واحدة من مواصفات هذا الشعب العنيد هي “التتيس”، عمليّاً لن يكون الوصول سهلاً إلى أي حكومة مهما كانت تركيبتها سواءً حكومة تكنوقراط أو حكومة تكنوسياسيّة أو حكومة أخصائيّين، في هذه المرحلة ومع هذا العهد الذي أوشك على “الانصراف” كلّ الحكومات مصيرها الفشل في إدارة البلاد، فهناك في الظلّ من يريد أن يظلّ ممسكاً بزمام الصلاحيات مهما كلّف الأمر لبنان، ثمّ هناك حزب الله الذي يلعب في وقت المنطقة الضائع، ومجدّداً سيجد اللبنانيون أنفسهم أمام أحاديث مملّة عن حكومة إنقاذ مزعومة مهما كانت تسميتها!

 

حتى الآن لا أحد يريد أن يأتي على سيرة الحكومة والاستشارات النيابيّة الملزمة وسنكون أمام محاولات جسّ النّبض بعدما طيّرت الإنتخابات النيابيّة “هيئة رؤساء الحكومة السّابقين” وليس هناك من مرجعيّة سنيّة سوى دار الفتوى لتحديد وجهة التسمية خصوصاً بعدما أثبت “النّصف + واحد” قوّته في مجلس النوّاب يوم الثلاثاء الماضي، وسواء كانت ستبصر النّور أم لن تبصره أبداً، وسواء كانت هناك حكومة من 14 وزيراً أو من 18 وزيراً أو من 20 وزيراً أو من 24 وزيراً من 30 أو من 100 وزيرٍ سيبقى السؤال واحداً:ما الّذي بإمكانها أن تفعله للبنان الغارق في مستنقعات من المشاكل المعقّدة التي لا حلول لها؟!

 

يستحقّ اللبنانيون الذين أثبتوا نياتهم التّغييريّة في الانتخابات أن يحصلوا على حكومة تنهض بأعباء إنقاذ لبنان وانتشاله من حالة الانهيار التي بلغها، خصوصاً أنّهم يعرفون لعبة وضع العصيّ في دواليب تشكيل الحكومات ولعبة الأحجام الانتخابيّة و”كم وزيراً لهذا الفريق أو لذاك” وهي لعبة جبران باسيل المفضّلة كذلك المحاصصات والتّسلّطات والعثرات التي توضع في طريق لبنان وشعبه، كلّ هذا يسبق حقيقة أنّ أي حكومة لن تكون قادرة أن تحلّ جبالأً من العقد اللبنانيّة السوداء “اللي ما بتنحلّ”، خصوصاً مع طبقة من السياسيّين الفاسدين الّذين يتولّون هم أنفسهم “تركيب” أي حكومة منتظرة وغير منتظرة!!

 

وللمناسبة، حتى لو كان الشّخص الذي سيترأس الحكومة سوبرمان وباتمان وسبايدرمان في بعضهم البعض وحتى لو تصرّف اللبنانيّون بخيال طفلٍ يتوقّع من هؤلاء الأعاجيب. هذه الحكومة ككلّ التي سبقتها، والحقيقة الجارحة التي علينا مصارحة الناس بها أننّا أمام عهد في آخر أيّامه يهمّه الصّهر الوريث، وأنّ حزب الله لا يكترث لإنقاذ لبنان بل لإنفاذ أجندته الإيرانيّة.. في أيّ انتظار نحن عالقون هذه المرّة لا أحد يملك حتى الآن إجابة على السؤال؟!