IMLebanon

لا يريدونها

 

يكاد المراقب ألّا يصدّق عينيه وأذنيه، في ما يرى ويسمع، حول مسار تشكيل الحكومة، ليطرح السؤال ذاته بإلحاح: هل يريد القوم، فعلاً، تشكيل الحكومة في لبنان؟!.

 

فليس ثمة ما يشي (كي لا نقول: ما يبشّر) بإنتاج حكومة في الأشهر والأسابيع الفاصلة عن نهاية العهد، ومن باب أولى ليس ما بعد انتهاء الولاية الرئاسية، لأن ليس في الأفق أيضاً تباشير رئيس جديد لهذه الجمهورية وشعبها الغارق في البؤس والتعاسة.

 

الغريب العجيب أن المعنيين مباشرة بالتأليف، دستورياً ووطنياً وسياسياً، يتصرفون جميعاً وكأن الأمر لا يعنيهم من قريب أو بعيد… والأخطر أنهم يتعاملون مع هذا الاستحقاق، بالغ الأهمية، وكأنه يُجْرى في أي صقع من أصقاع العالم إلّا في هذا الوطن المنكوب لبنان.

 

اذ لا يوجد مؤشّر واحد على الجدية والمتابعة والتشاور… والعكس صحيح! فاللامبالاة ضاربة أطنابها وكأن المسألة أقل من عادية، وأنهم لا يعطّلون البلد أكثر مما هو معطل!

 

لماذا هذا الإهمال والتماهل؟ ولماذا هذه البلادة؟ ولماذا هذا «الارتياح» الذي ترتسم معالمه على السحُنات، وفي الوجوه المرتاحة، وأيضاً في البسمات البلهاء، وفي ألاعيب «الولدنة» التي يتشاطرون بها علينا وكأن الناس لا تعرف ما في الطنجرة وتحت غطائها.

 

يا قوم على مَن هذا التذاكي؟ فاللبنانيون يعرفونكم «حِلَّةً ونسباً»، ويعرفون قصتكم من طقطق الى السلام عليكم، ويعرفون أنكم لا تريدون حكومة بديلة لحكومة تصريف الأعمال. لا يريدها الشريكان في طبختها، ولا يريدها المتدخلون فيها، أحزاباً وكتلاً (قديمة ومستجدة)، كما لا تريدها المرجعيات والفعاليات والمقامات… كلٌّ الحسابات خاصة قد تتقاطع في ما بينها حيناً، وقد لا تلتقي أحياناً…

 

أصلاً كنا لنلتقي معكم على عدم الرغبة في حكومة جديدة، ونذهب أبعد لنقول وحتى في رئيس جديد للجمهورية، لو أن في هذه الدولة إدارة… ونقطة على السطر.