Site icon IMLebanon

الحريري على الخط… هل يدير معركة التشكيل ؟

 

في سماء البلاد تتلبد الغيوم السوداء في مشهد استعصى على الكثير من المحللين والباحثين تفكيك «طلاميسه»، خصوصا انه بدأ يتناول شخصيات بقيت حتى فترة قريبة خارج المساءلة او حتى الشك لألف سبب وسبب. اللافت في تلك الحركة بحسب العالمين ان المخطط وصل إلى «رؤوس» تعتبر من بنات تركيبات هذا العهد ورجالاته، والتي بدأت تنقلب على بعضها بعضا لترسم معها مشهدا لافتا وتوازنات «غريبة عجيبة»، لم يكن ينقسها سوى ملف «الأسقف» ليكتمل النقب بالزعرور، مع تسديد ضربة جديدة للأمن والقضاء، اللذين لم يستفيقا بعد من «ورطة» مصرف لبنان.

الواضح حتى الساعة انها «ما لح تزبط « بين بعبدا والسراي، بحسب ما «يحس» زوار القصرين، مع فارق المزاج، حيث تبدو علامات عدم الارتياح بادية بوضوح على «جنرال بعبدا»، فيما «مكلف السراي»، مرتاح «عا وضعه»، بعد دخول المفتي على خطه، من جهة، وبوصفه رئيس حكومة تصريف أعمال مدعوما من «الام الحنون» و»الثنائي الشقيق»، رغم ان الرئاستين تملكان ما يكفي من خبراء لاستنباط مطالعات دستورية تسمح بقلب التوازنات والطاولات.

واذا كانت الرياح قد بدأت تسير بعكس سفن رئيس الجمهورية بعد «توريطة المطران»، التي استطاع «المدفعجي» ان يخرج منها بسرعة باستقباله الأسقف، محتويا بيان الصرح البطريركي الصيفي، مصطفا وسليمان بيك إلى جانب الراعي، فان الرئاسة الأولى لا تبدو حتى الساعة مستعدة «للتنازل»، بداية نتيجة اصطفاف الرئيس المكلف في الجبهة المقابلة لبعبدا، وثانيا، «لتعليمه» اسلوب ولغة التخاطب السياسي بعدما بلغت سيل بيانات الرئاسة الثالثة ومواقفه الزبى.

من هنا ترى المصادر ان فريق الرئيس عون المبدع في تركيب دينة جرة المطالبات الدستوري، قد اعد ما يلزم من عدة لمجموعة سيناريوهات، وفقا لتطور الأوضاع، حيث بدأت عملية «التصفية» و»التنظيف» من داخل بيت «حرس الجمهورية» استعدادا للاتي من ايام، بعدما التقطت انتينات بعبدا إشارات مقلقة عن ثلاثي جديد قد يتوسع في غضون اسابيع قليلة ليضم أطرافا جديدة.

وتتابع المصادر بأن التنسيق المستمر بين الشيخ سعد والرئيس ميقاتي، بدعم من ابو مصطفى، زاد من طين التعقيدات بلة، حيث يشتم من مسار الاحداث ان ثمة حلفا يجمع أعضاءه «الكره لميشال عون» هدفه القضاء على اي فرصة لتحقيق انجاز للعهد مهما كان صغيرا، و»هم لاحقين العهد» حتى آخر لحظة، ومصرون على ضرب اي تقدم وحماية كل الفاسدين لضمان استمراريتهم في السلطة.

وختمت المصادر بأن الحلف الجديد واهم جدا اذا ما اعتقد ان ميشال عون سيقف متفرجا، فهو بالتأكيد اتخذ قراره بمغادرة بعبدا وبوشرت التحضيرات اللوجستية لذلك، وبدأ التحضير في الرابية لعودة الرئيس السابق إلى «بيته»، الا انه في الوقت نفسه على المراهنين بأنه لم يعد بإمكان «العماد» ان يفعل شيئا وانه سيسلم، ان يذكروا ان «جنون» الرجل واستراتيجياته بالهجوم قد تقلب كل الحسابات، ذلك انه في النهاية لا رحيل لعون قبل أن يحقق إنجازا من اثنين وان بابرام صفقة، اما ملف الترسيم، او ملف رياض سلامة.

فاي من الأطراف سيسبق؟ وهل يعطى ميشال عون براءة ذمة الخروج الآمن من بعبدا؟ وماذا عن حزب الله ودوره في كلا الملفين كونه المعني الأول بهما وقد اوصل لبعبدا اكثر من رسالة في هذا الخصوص علنا وسرا؟

الأسئلة كثيرة وكل الاحتمالات واردة، فشخصية «جنرال بعبدا» وتجارب تاريخية تجعل من الصعب جدا التكهن بما يمكن أن يقدم عليه من خطوات في حال «زرك» في الزاوية. فهل يقلب الطاولة في الأشهر الثلاثة المتبقية من العهد، تماما كما فعلها عام ٩٠ في الأسابيع الثلاثة الأخيرة قبل ١٣ تشرين؟

وحده ميشال عون يملك الجواب، والقرارات وحدها بتكذب المراهنين على العكس.