لم تؤد زيارة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي الى قصر بعبدا ولقائه برئيس الجمهورية ميشال عون إلى أية إيجابيات، بل كانت في إطار العموميات وخصوصاً قبل مغادرة ميقاتي الى نيويورك لتمثيل لبنان في جنازة الملكة الراحلة اليزابيث، الى مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ولكن هذه الزيارة عرضت بشكل سريع وفق المعطيات والمعلومات للواقع الحكومي، فالرئيس ميقاتي لن يقبل بتشكيل حكومة من ثلاثين وزيراً بعدما عاد الرئيس عون وطالب بهذه الصيغة على أن تكون الحكومة ثلاثينية وفيها ست وزراء دولة يختارهم رئيس الجمهورية وميقاتي بالتشاور مع القوى السياسية ، لذلك فإن الحديث عاد ليركّز حول التعديل الوزاري بعدما بات مؤكداً وفق بأن وزير الاقتصاد أمين سلام باقٍ، بل هناك تفتيش عن اسم درزي يحلّ مكان الوزير الحالي عصام شرف الدين حيث باتت علاقاته متوترة مع الرئيس المكلف.
من هنا، فإن المباحثات ستُجمّد، فالرئيس ميقاتي سيكون في الخارج فالأيام تمر والأحداث تتوالى محلياً واقليمياً ودولياً، لذلك ينقل وفق الأجواء من أكثر من جهة سياسية أن الاتجاه يسير نحو تعويم الحكومة الحالية وربما تعديل طفيف يحصل عليها والا فإن البلد ذاهب الى اشتباك سياسي، بينما ينقل أن حزب الله بدأ اتصالات حثيثة مع العهد والتيار الوطني الحر لإقناعهم بالتعديل لأن ذلك يفتح الباب أمام الاستحقاق الرئاسي، وقد دخل الحزب بقوة على خط هذه الاتصالات لأنه يدرك أن أي فراغ أو بقاء عون في قصر بعبدا فهو من سيدفع الثمن أي حزب الله الذي لم يقبل أن تضاف اليه خسائر أخرى في الداخل لأن الوضع الاقتصادي ينهار بشكل دراماتيكي ولا يمكنه أن يتحمل تبعات فراغ رئاسي أو استمرار الأمور على ما هي عليه، لذلك الأيام القادمة حافلة جداً بالتطورات وكل المفاجآت واردة في هذه المرحلة.