من ذا الذي أفتى بضرورة وجود حكومة كاملة المواصفات تتولى صلاحيات رئيس الجمهورية بعد انتهاء ولايته وإلّا فلا شرعية لحكومة الرئيس ميقاتي؟ ومن هو الخبير الدستوري المحلّف الذي أوحى للسيّد الرئيس بأن بقاءه في بعبدا بعد 31 تشرين الأوّل يئد المؤامرة في مهدها ويمنع الفوضى. أي مستشار يضخ في رأس الرئيس هذا الكم من الإجتهادات الشخصية؟ أهم ثلاثة أي المفتي والخبير والمستشار، أو واحد أحد؟ المرجّح أن وراء كل فتوى سليماً.
عندما تفكّر بنقيض الحكومة الكاملة المواصفات لا يخطر ببالك سوى حكومة الضبّاط الثلاثة، أشهر حكومات القرن العشرين. عون وابو جمرة ومعلوف. ماروني وأرثوذكسي وكاثوليكي. رئيس ونائب رئيس وشاهد. وفي وجهها حكومة الدكتور سليم الحص، الأداة المطواعة في يد غازي كنعان. في ذاك الزمن المجيد أحبط “الجنرال” محاولات توسيع “حكومة الشرقية” لتكون أكثر تمثيلاً وبقي 23 شهراً مالئ الدنيا وشاغل الناس بالمنجزات والخطابات وتكسير الرؤوس ومواجهة المحتل بسكاكين المطبخ. بعد السكاكين شهر شوك المطبخ وخاض معركته الأخيرة قبل أن يستشهد على البوابة !
سلامة قلبه. شطحة قلم.
بالعودة إلى الطبق اليومي.أي حكومة شرعية بمواصفات كاملة يوافق على تشكيلتها العماد عون، كشريك لرئيس الحكومة في التأليف والتلحين والتوزيع كما نصت المادة 50 من الدستور؟
أهي حكومة يرث فيها السيد الرئيس حصة أمير الشويفات الخالد في الوجدان الساكن في قلوب العذارى ويرث فيها ياسين جابر مقعد يوسف خليل؟
أو حكومة يجيّر فيها القائد الأب المقاعد المسيحية كلها له كوكيل حصري لهم؟
أستكون حكومة تعمل على الريموت كونترول من بير العبد أو من الرابية؟
أو حكومة مفخخة بجبران أو بمن يماثله؟
أو حكومة توربو 30 حصاناً 30 “إيرباغ” فرش جلد إيشبمان صديق للبيئة؟
أو حكومة نصف أعضائها من النساء. والنصف الآخر غير محدد؟
تبدو لي عبارة كاملة المواصفات تنطبق على عروس مشتهاة لأرمل عجوز: طويلة، عينان واسعتان، شعر كالحرير. بشرة كالساتان. صدر متعجرف. تتقن ثلاث لغات. موهوبة بالمطبخ الطلياني والهندي والآسيوي واللبناني. تقوم بشغل البيت، نشيطة. سكسية، مثقفة تروي لزوجها كل مساء قصة قصيرة كي ينام.
وتبدو لي الحكومة العتيدة المكتملة المواصفات الدستورية حكومة “جايي” من الشركة بـ”ديزاين” عوني وبمحرّك عوني وتحمل النفس العوني حتى آخر نفس، ومن الضرورة بمكان أن تتوافر في وزرائها الخبرة، الكفاءة، النزاهة، النظافة، الكياسة، التجرّد، الإستقلالية، الشجاعة، الرؤية، الأخلاق.
وثمة من يرى أخيراً أن الإتيان بثلاثة من وزن عون وأبو جمرة ومعلوف يفي بالغرض في هذه المرحلة… وبزيادة على رقبتنا.