IMLebanon

الحكومة الممنوعة

 

المشهد السياسي ما بين انتخابات اللجان في مجلس النوّاب و”الصراع” على الترشّح وما بين تصريح رئيس الحكومة المكلّف بأنّ “من يشكّل الحكومة هو الرئيس المكلف بالتّشاور مع رئيس الجمهورية فقط” تعليقاً على مساعي حزب الله لتشكيل الحكومة يُدلّل على حالة التّكاذب الوقح الذي يمارس بحقّ الدّستور اللبناني والمتاهة التي سيؤخذ البلد إليها منتصف ليل 31 تشرين الأوّل، أيّ لجان لأيّ تشريع ونحن ذاهبون باتجاه الفراغ الدّستوري عن سابق تصوّر وتصميم من قبل العونيّة السياسيّة التي تمارس نفس سياسة مارستها منذ العام 1989، الفراغ عامداً متعمّداً “أنا أو لا أحد” خصوصاً أنّ هذا الفريق لم يمارس إلا التّعطيل منذ العام 2006 وطوال مساره السياسي ومن دون الحاجة إلى حزب الله، أمّا عن رئيس الحكومة المكلّف الذي يريد أن يقنعنا أنّه هو الذي يُشكّل الحكومة مع رئيس الجمهوريّة فحدّث ولا حرج!

 

منذ جاء هذا العهد والكوارث تتوالى يوميّاً على رؤوس اللبنانيين وهو عهدٌ ترك لصهره ولا يزال أن يكذب الكذبة تلو الأخرى ورغب دائماً في تصديقها منذ العهد القوي إلى الدّولة النّفطيّة،هذه المدرسة الفاشلة في السياسة والماهرة في البروباغندا خبرناها منذ العام 1989 ويبدو أنّ لبنان سيبقى يدفع ثمن مغامراتها وفشلها ووقاحة ممثليها، فواحدة من أسوأ الصفات التي تمظهرت فيها المدرسة العونية في السياسة هي الإحتيال على الدّستور والالتفاف على المواقف، كلّ شيء مباح في هذه المدرسة المكيافيلّيّة التي تبرّر فيها الغاية الوسيلة وقد دفع لبنان ثمنها ألواناً من الخراب، وإذا كان العرب ودول العالم قد أنقذونا باتفاق الطّائف في المرّة الأولى، فإنّها ومعها دول العالم ستتركنا لمصيرنا وجهاً لوجه مع عهد أخذنا إلى جهنّم وسيرسلنا إلى ما هو أبعد منها بورقة يدور بها جبران باسيل على المسؤولين يأخذ البلاد فيها إلى الفراغ وما وراء جهنّم لأنّ عمّه وعهده عجز عن توريثه الرّئاسة!

 

هذا العهد وفريقه ليس في وارد أن يرحم هذا الشعب أبداً وما يزال على رأس أولوياته أن يصل صهره إلى قصر بعبدا وليذهب لبنان وشعبه إلى الجحيم، ويبقى السؤال واحداً:

 

ما الّذي بإمكان أي حكومة أن تفعله للبنان الغارق في مستنقعات من المشاكل المعقّدة التي لا حلول لها؟! الإجابة عمليّاً “ولا شي”، كلّ المخاوف مشروعة في هذه اللحظة، وسؤال هل ستتشكّل حكومة من الأساس؟ لم يعد يطرحه اللبنانيّون وهم يعرفون أن الحقيقة التي لا مفرّ منها هنا هي “ما في حكومة” وستتكرّر لعبة الحكومتين التي كان بطلها الجنرال ميشال عون عام 1988 ولكن بصيغة حكومة تصريف أعمال ستتّهم بأنّها غير دستوريّة ، ولا تحتاج هذه الإجابة إلى ديباجة تفسير، العالم كلّه كما اللبنانيون بات يعرف أنّ هذا العهد وصهره هما المعرقلان الرئيسيّان لتشكيل الحكومة وأن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لن يكون لديه الكثير ليفعله في الأيام الأخيرة مع عقلية هذا العهد واستبداد صهره!!

 

ميرڤت سيوفي