IMLebanon

عودة مساعي التأليف… فهل ينجح الخرق؟

 

على وقع التحولات الكبيرة التي تشهدها المواقف والاحداث اليومية، تتحرك “العربة اللبنانية” التي يشدها مجموعة احصنة كلّ من صوبها، ونجاح ترسيم كل المؤشرات تدل على عكس الايجابيات التي وعد بها واهمها دولار “فالت طلوع”، جلسات نيابية باكثريات اعادت التذكير بمنطق الاثلاث النصابية المعطلة، ومساع تدور دورتها الكاملة لتعود الى نقطة الصفر قبل ان تنفرج بقدرة قادر.

 

ففي ظل عجز معمم على مستوى انجاز اي من الاستحقاقات الدستورية، تبقى ساحات المفاوضات مفتوحة عل وعسى تقفل الثغرة الوحيدة المفتوحة في جدار الازمة الحكومية فتولد الحكومة الكاملة المواصفات، “فيزمط البلد من القطوع”، مع توقع انفجار دستوري اذا اصر العونيون على موقفهم الذي يخفي وراءه ارادة تاريخية بتطيير الطائف لا يخفونها.

 

فما حصل من تطورات سياسية متسارعة خلال اليومين الماضيين، شكل دليلا على امور واقعية جديدة تفرض نفسهما على اللعبة المحلية عموما والرئاسية، خصوصا في الاسابيع المقبلة ولن يكون بالامكان تجاوزها، وفقا لمصادر سياسية متابعة:

 

– الاول : نجاح المملكة العربية السعودية في هجومها المضاد واحباطها اي محاولة للمس بالطائف حاضرا او مستقبلا، والذي سيستتبع حتما بمعركة الحفاظ على المكتسبات، وفي مقدمتها صلاحيات الرئاسة الثالثة، وهو ما حرك المساعي الحكومية خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية لنزع لسد اي ثغرة دستورية. الثاني : مرتبط بالتوازنات السياسية داخل البيئة المسيحية، مع اقرار “التيار الوطني الحر” بتمثيله و”القوات اللبنانية” لغالبية هذا الشارع، وبالتالي ضرورة الحصول على موافقتهما في انتخاب اي رئيس جديد، وهو ما قد يكون راهنا من باب المناورة.

 

– الثالث: يتمثل بنسف الاميركيين لكل “الاحلام” البرتقالية لجهة استثمار ملف الترسيم في قضية رفع العقوبات عن النائب جبران باسيل، في وقت كانت الماكينة الاعلامية تلمح الى امكان حصول ذلك قريبا جدا من باب رد جميل.

 

– الرابع: ان القراءات التي بنت نظرية تسليم لبنان لايران وحزب الله بعد اتفاق الترسيم سقطت، اذ بدا واضحا الحضور والنفوذ السعوديين القويين في لبنان، وتأكّد ان المملكة عادت رقما صعبا الى المعادلة اللبنانية، وان كلمتها وتأثيرها قويان في بيروت، ولن يكون من السهل تخطّيها في الاستحقاقات الداخلية وكيفية مقاربتها.

 

بناء على كل ذلك، تشير المصادر الى ان مفاوضات التشكيل عادت الى الواجهة، وان بعيدا عن الاعلام في جولتها الحالية، وهو ما دل عليه تقاطع مواقف “الناطق باسم” رئيس مجلس النواب، رئيس حكومة تصريف الاعمال ورئيس التيار الوطني الحر، علما ان العقبة الكبرى باتت في اصرار فريق العهد على حكومة وزراؤها سياسيون واضحو الهوية، وهو ما لا يقبله الرئيس المكلف، ما يؤشر الى انه حتى الساعة لا نزال بعيدين عن احداث خرق، خصوصا ان الفترة الفاصلة لا تتعدى الايام.

 

هذا هو المشهد اللبناني باختصار، وهذا ما هو عليه بعد ثلاث سنوات على “ثورة 17 تشرين”، عود الى بدء… عجز عن انتخاب رئيس للجمهورية وعن تشكيل حكومة مكتملة، فلا حل ولا حلول ولا دولة ولا امل باعادة بنائها، بل المزيد من الامعان في الغرق والارتهان لاوامر سلطته العليا، زاد من طين كل ذلك بلة انقسام نواب 17 تشرين حملة لواء “التغيير”… “فكل ثورة وانتو بخير”.