بحسب المثل الشعبي اللبناني “بيت الضيق بساع الف صديق”، الا انه وبحسب رئيس حكومة تصريف الاعمال “في الرابية ما في مطرح لينام”، امر لا مفاجآت فيه ولا داعي للتعجب ما دام القصر الجمهوري “سدح مدح” ما “ساع”، قد تكون المشكلة في الاحجام، وثمة من يقول انها في الانواع، في كل الاحوال طارت الحكومة او حطت، ميقاتي باق “عالهين المستريح”، والنائب جبران باسيل يحتاج الى من ينزله عن الشجرة.
فالى مسرح التشكيل حيث يكثر الطباخون وتحترق صيغ الطبخات على تنوعها وتعددها، عادت انظار الداخل مع تراجع الآمال بالرئاسة وامكان انتاج رئيس قبل ان يتربع الفراغ على كرسي بعبدا. فأساليب التعطيل تبدو استنفدت حتى آخر رمق، ما حمل البعض على الشك في ان الساعات المقبلة قد تحمل “خرقا ما”، رغم اعتبار الكثيرين ان الايجابية البرتقالية هي محض مناورة، هدفها غسل اليد من الاسود القادم، وفقا لمصادر سياسية، الا اللهم اذا كان “جماعة العهد قد قرروا الرضوخ للضغوط الداخلية والخارجية الممارسة، وفي مقدمتها “نسيان مسألة الوزراء السياسيين”.
الا ان اللقاء الاخير في بعبدا ، الذي لم يكن مريحا لطرفي التشكيل، لم يكن ناجحا في اي من مواضيعه، فحظ الرئيس عون العاطل “خلاها تفرق عا نهار” والا كان ترأس وفد لبنان إلى جامعة الدول العربية، هو الذي اوهم الميقاتي بأنه “مسافر عا نيويورك” لحضور اجتماعات الجمعية العامة ليسحب بساط السفرة من تحته، اما في الملف السوري فحدث ولا حرج، حيث ان دمشق لن تتعامل مع الميقاتي قبل أن يبرئ ذمته المالية لها، ويعيد بعض المليارات، وفقا لما يسمعه زوار العاصمة السورية، ما يعني عمليا وفي ظل الفراغ، “باي باي” ترسيما بحريا شمالا، وقد لا يكون الحال افضل في ما خص ملف النازحين، وثالثا في الملف الحكومي، “ما كان في اخد وعطا”، عبارتان لخصتا القصة، وفرصة للعودة مساء لإصدار مراسيم التشكيل، الا ان الرئيس المكلف “ما تعذب”، فاكتفى بإصدار بيان عن مكتبه ردا على باسيل.
زاد من طين اللقاء “الثقيل” وفقا للمصادر، تبلغ السراي عشية زيارة رئيس الحكومة إلى بعبدا، رفض رئيس الجمهورية توقيع مرسوم نقل ضباط من الجيش اللبناني إلى ملاك أمن الدولة، بعدما تبين ان ما وصل إلى بعبدا يخالف ما كان تم الاتفاق عليه، مع إضافة اسماء في إطار محاصصة بين الرئاستين الثانية والثالثة، فطار المرسوم الذي كان “استقتل” الرئيس عون ليصدره مع سقوط المبرر.
في كل الأحوال، يشير المطلعون على أجواء بعبدا ان الزيارة بروتوكولية وداعية ليس الا، فالجرة بين الطرفين انكسرت، وان الأسابيع المقبلة لن تكون زهرية بالنسبة لميقاتي الذي سيسقط تكليفه مع خروج الرئيس عون من بعبدا، حيث تشير الأوسط الميقاتية إلى أنه رغم كل الضمانات المقدمة من الخارج ووعود حارة حريك بابقاء اللعبة تحت سقف معين، فان لا شيء يؤكد ان الحكومة ستكون قادرة على الاجتماع، وأن اجتمعت قادرة على اتخاذ قرارات، ذلك أن أحد لا يعرف ماذا يخفي العهد في جيبه من أوراق حتى بعد انتقاله إلى الرابية.
مصادر ديبلوماسية في بيروت ابدت قلقها من الوضع وتطوراته، مبدية خشيتها من انفجار امني ذات طابع اجتماعي، يستفيد منفذوه من انقلاب المزاج الاميركي بعد معرفة “هوى” الكونغرس الجديد، حيث أن الإدارة الأميركية لم تقل كلمتها بعد في ما خص الاستحقاق الرئاسي، رغم المراجعات والاستفسارات من قبل أكثر من طرف في واشنطن، سواء من مسترئسين او معنيين بالاستحقاق.