«تابلو منهجيّة تشكيل حكومة»، من المدهش أنّ بيان رئاسة الجمهورية لم يخجل من عرض تلك الورقة التي تستخفّ بعقول اللبنانيّين تحت مسمّى منهجيّة تشكيل حكومة،»عيب» الاستخفاف باللبنانيين إلى هذا الحدّ، بعد أشهر خمسة على التكليف يتهرّب رئيس الجمهوريّة من مسؤوليته في تعطيل تشكيل حكومة لبنانيّة
ورقة «مسخرة» تريد أن تتبدى وكأنها ورقة ألفباء تعليم تلامذة صغار كيف تتشكل الحكومة في لبنان، «ولووو» أيّ فريق إستشاري هذا الذي يحيط برئيس الجمهورية والذي أقنعه أنّ هكذا ورقة ستظهر سعد الحريري وكأنّه لا يفهم في تشكيل الحكومات، مع أنّ للرئيس تجربة في ترأس نصف حكومة دمّرت لبنان على مدى حكومين!!
المشهد اللبناني لا يُصدّق، مشهد ضبابي مخيف لا أحد يستطيع معه أن يقرأ تحوّلات الأحداث المقبلة على لبنان، عضّ الأصابع بين الرئاستين الأولى والثالثة أوصل البلاد إلى استعادة «جمر تحت الرّماد» خبرها اللبنانيّون جيّداً أيام الحرب الأهلية ومع كلّ جولة عنف دموية كانت تندلع عندما تصل الأمور إلى نفس المشهد الذي اصطدمنا به اليوم!
ونريد أن نقول وبشفافيّة، أخيراً اتّخذ الرئيس سعد الحريري خطوة تصحيحيّة لإعادة الاعتبار لمقام رئاسة ورئيس الحكومة بعد تأخير طويل وسلسلة تضحيات وتنازلات قد يكون اكتشف أخيراً أنّه لا طائل منها، وأنّه يتعاطى مع سياسيين من النّوع الذي لا يسبع والذي يريد كلّ شيء في البلد لمصالحه الشخصية، فقرر التوقف عن تنازلات لا طائل منها، ونريد أيضاً أن نقول وبشفافية أن هذه الخطوة لن تلاقي مبالاة من الشعب الغارق في طابور ذلّ غالون الزيت المدعوم وأكياس الحليب والدخل الشهري الذي فقد قيمته وسيستمرّ في فقدها فهي تنهار باتجاه الصفر!!
الثغرة الوحيدة التي استوقفتنا بالأمس كلام وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان المُحْبَط من السياسيين اللبنانيين بأنّ لبنان ينهار وأنّ الاتحاد الأوروبي لا يستطيع أن يقف مكتوف الأيدي، المشكلة أنّه على الرّغم من هذا الاهتمام الشفهي من لو دريان ما يزال الاهتمام الأوروبي «مطرحك يا واقف» ما يزال الجماعة يتحدثون بحثّ المسؤولين اللبنانيين على الانخراط في عمليّة الإصلاح مع أنّهم يعلنون خيبتهم وإحباطهم من هؤلاء المسؤولين، وحتى الأمس بدأت فرنسا التفكير بفرض عقوبات على المسؤولين اللبنانيين، على أحد أن يلفت نظر فرنسا إلى أنّ المسؤولين اللبنانيين «متمسحين» ولهم في كلّ دولة أرصدة وأموال مخبّأة «شو بدها تجمّد فرنسا لتجمّد»!!
وحده الله يعلم ما تخفيه الأيام المقبلة على اللبنانيين، اللعبة أقفلت في وجه اللاعبين، وللمناسبة كلّ الفرقاء يتحمّلون مسؤوليّة عدم تشكيل حكومة كلّهم في التعطيل سواء وكلّهم تضافرت جهودهم لإيصال البلاد إلى هذه اللحظة وكلّهم سيتورّطون في الفوضى والانزلاق إلى الاضطرابات التي ستهزّ أمن البلاد الهشَ، ولا نعرف عندها بماذا ستفيدنا مسخرة «منهجيّة تشكيل حكومة»!!