تتحدّث أوساط ديبلوماسية، عن انسحاب المناخ الإيجابي السائد على محور تأليف الحكومة على الساحة الداخلية، على مواقف المجتمع الدولي، وبشكل خاص الأطراف المعنية بالملف الحكومي، والتي تدعم توجّهات المراجع اللبنانية التي تعمل على تسريع ولادة الحكومة، وذلك، قبل الرابع من آب المقبل، موعد انعقاد المؤتمر الداعم للبنان برعاية فرنسية.
وتوضح الأوساط نفسها، أن باريس بشكل خاص، تؤيّد الدينامية السياسية التي انطلقت على الساحة اللبنانية، ويشكّل هذا التأييد جزءاً من الضمانات التي كان قد تحدّث عنها الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي أمام اللبنانيين، بعد صدور قرار تكليفه تشكيل الحكومة العتيدة. لكن الأوساط تستدرك عند هذه النقطة، لتوضح أن هذا الأمر لا يلغي المخاوف من حصول خلافات في ربع الساعة الأخير، قد تؤدي إلى نسف كل الأجواء الإيجابية التي تسود منذ يوم الإثنين الماضي، وأدّت إلى حصول تحوّل نوعي إيجابي على أكثر من صعيد إقتصادي ومالي بشكل خاص.
وإذ شدّدت الأوساط الديبلوماسية ذاتها، على أهمية إنجاز عملية تأليف الحكومة قبل موعد المؤتمر الداعم للبنان الأسبوع المقبل، أشارت إلى أن عدم التشكيل لن يؤثّر على الرعاية الفرنسية واهتمام الرئيس إيمانويل ماكرون بمساعدة لبنان، وذلك، مع العلم أن انعقاد هذا المؤتمر بمواكبة من الحكومة الجديدة، من شأنه أن يعطي زخماً للأطراف المنظّمة والمشارِكة في هذا المؤتمر.
وفي سياق متصل، كشفت الأوساط الديبلوماسية، عن دعم مزدوج أميركي وفرنسي، وبنفس القوة والزخم لعملية تأليف الحكومة، ولمهمة ميقاتي، وذلك، كما كانت عليه المعادلة الدولية لجهة تأييد ودعم الحريري عندما كان مكلّفاً بتشكيل الحكومة. وبالتالي، فإن هذا الدعم الدولي لم يتغيّر، وما زال يشكّل المظلّة والغطاء لمسار التشكيل، بصرف النظر عن المناخات الداخلية، سواء السلبية أو الإيجابية.
ولذا، تشير الأوساط الديبلوماسية، أن هذا الغطاء الدولي، يشمل تنظيم عملية التفاوض مع صندوق النقد الدولي، وذلك، وفق ما كان قد أعلنه الرئيس المكلّف بالنسبة لبرنامج عمل الحكومة في حال أبصرت النور. ومن هنا، وعلى الرغم من مظلّة التأييد هذه، فإن الأوساط الديبلوماسية، أشارت للى وجود علامات استفهام لدى كل من باريس وواشنطن، قد برزت خلال الإستشارات النيابية الملزمة، وذلك نتيجة عدم تسمية الكتل المسيحية الكبرى ميقاتي لتشكيل الحكومة، وبشكل خاص كتلة «لبنان القوي» المحسوبة على رئيس الجمهورية ميشال عون، والتي يحمل موقفها من الرئيس المكلّف إشارات كثيرة غير مفهومة، كونها تعبّر بشكل أو بآخر عن موقف فريق رئيس الجمهورية السياسي. وبالتالي، فإن هذه التساؤلات القائمة حول الموقف المسيحي العام من ميقاتي ومهمّته الحكومية، لن يؤثّر، كما تؤكد الأوساط الديبلوماسية نفسها، على الموقف الدولي من عملية التأليف، ومن دور ميقاتي، الذي تعوّل عليه الإدارة الفرنسية بشكل خاص، من أجل إنجاز عملية التشكيل «الشائكة»، والتي يتولاها للمرة الثالثة، إذ أن هذه الإدارة تشدّد على وجوب تشكيل حكومة في أقرب موعد ممكن، وبعيداً عن أية شروط مسبقة.