Site icon IMLebanon

التشكيل يخضع للأخذ والرد.. والتكهن بمصير المفاوضات صعب

 

عون وميقاتي حققا تقدما في مشاوراتهما الحكومية والبحث بالحقائب السيادية الأسبوع الطالع

 

ليس عبثاً أن يتمسك رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي بمقولة «خير الكلام ما قل ودل» في رحلة تأليف الحكومة ، وليس عبثا أيضا منه أن يقدم إشارات كلامية لها مدلولاتها. يدرك الرئيس المكلف جيدا أن التأليف لا ينطلق من رمي كلام أو معلومات من هنا وهناك إنما يستند إلى أصول دستورية مناطة به وبرئيس الجمهورية فقط.

 

لم تحمل الزيارات المتواصلة له إلى قصر بعبدا الا تشديدا على ابقاء باب التشاور مفتوحا، فلا تكاد تمضي ٢٤ ساعة بين الزيارة والأخرى حتى يحضر الرئيس ميقاتي إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع تصور وصيغ. وحتى وإن كانت مدة الاجتماع قصيرة فإن الأهمية تكمن في المضمون ومدى الالتزام بعملية التأليف حتى النهاية.

 

ولأن التشكيل يخضع كما بات معلوما لأخذ ورد ولهبات باردة وساخنة ،فأن التكهن بمصيره صعب لاسيما في البدايات حتى وإن انطلقت توقعات بأن ما من تأليف سيحصل بفعل مطالبات بحقائب أو التمسك بمبدأ معين أو غير ذلك.

 

وفي سياق التحليلات أيضا، هناك من استحضر تجربة السفير مصطفى أديب في التأليف لكن من فعل ذلك غاب عن باله الظروف التي أحاطت بتكليفه فضلا عن التشاور المتوجس الذي كان يقوم آنذاك بين الرئيس عون والسفير أديب.

 

سيصدر الكثير من الكلام في خلال التأليف وتكثر التحليلات والأفكار وسيقال أن هناك طلعات ونزلات غير ان الأجواء توحي باستكمال الطبخة الحكومية إلى النهاية.الإنتظار سيد الموقف ، هذا ما اكدته مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» وأشارت إلى ان الحكومة الجديدة وفي حال أبصرت النور ستكون وليدة تسوية انقاذية وليس بالمعنى التقليدي للتسوية لأن عناصرها كان قد بدأت بالتبلور ولا يظنن أحد أن المبادرة الفرنسية لن تعوم ولاسيما في البنود الإصلاحية، لا بل على العكس فإن الشق الأساسي من عمل الحكومة سينطلق منها.

 

الحكومة الجديدة ستكون وليدة تسوية انقاذية

 

وأعربت عن اعتقادها أن الكلام عن عقدة الداخلية قد يجد طريقا للحل من ضمن هذه التسوية ووفق الاتفاق على اسم مشترك يحظى بتأييد رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف لكنها لاحظت أن المسألة لم تبت بعد.

 

إلى ذلك علم أن اللقاء الثالث بين عون وميقاتي حسم توزيع بعض الوزارات وإن نقاطا بقيت عالقة منها موضوع المداورة وكذلك هناك نقاط تحتاج إلى لمسات اخيرة على بعض الوزارات ولاسيما السيادية منها. ومن المرتقب أن يعقد لقاء رابع بينهما الاثنين المقبل لاستكمال بحث ما تبقى في موضوع توزيع الحقائب على الطوائف والتي تتطلب درسا وتشاورا على أن الأجواء إيجابية كما يشاع والرئيسين يعتبران أنهما حققا تقدما في مسار التشاور كي تتأمن ولادة سريعة الحكومة حتى أن الرئيس ميقاتي يحاول انجاز تشكيلته الاسبوع المقبل وإن الرئيس عون يشاركه الرغبة في الإسراع بالتأليف. وفهم أن ما من اسماء تم تداولها بعد وهذه مسألة متروكة إلى حين توزيع الحقائب بشكل نهائي. والمعلومات المتوافرة أكدت ان تركيبة ال ٢٤ وزيرا تضم رئيس الحكومة ونائبه ٢٢ وزيرا مع حقائب.

 

ورأت مصادر مطلعة على موقف بعبدا لـ «اللواء» أن هناك سلسلة ايجابيات أولها أنه تم الابتعاد عن نهج الرئيس الحريري لجهة أن هذه حكومتي اقبل بها أو اعتذر. اما الإيجابية الثانية والمرتبطة بالايجابية الأولى لجهة أن الرئيس المكلف يقر بأن الرئيس عون هو شريك دستوري كامل في عملية التأليف ويفترض أن يكون هذا النص قد أخذ كل معناه لدى الرئيس ميقاتي.

 

وقالت إن الإيجابية الثالثة تكمن في تكثيف ميقاتي للقاءات وهنا اختلف النهج وهو يرغب في حكومة سريعة وكذلك رئيس الجمهورية لأن هناك معاناة يومية للناس كما أن هناك حاجات ملحة للناس وهناك مؤتمر فرنسا الافتراضي لدعم لبنان في الرابع من اب المقبل.

 

وأوضحت المصادر أن الرئيس ميقاتي يحمل مقاربة مختلفة عن مقاربة الحريري ويبقى أن يترجم ذلك عمليا مع رئيس الجمهورية وحده أي يؤلف معه حكومة مشيرة إلى أن الترجمة العملية سهلة وهي توزيع الحقائب، أليس هناك من نية لقيام حكومة إنقاذ تعيد الثقة إلى اللبنانيين مهما اختلفت آراؤهم برئيسها وتعيد الثقة إلى المجتمع الدولي وهذا يعني الدخول إلى مسالة الحقائب وكيفية توزيعها ومن ثم أي اختصاصيبن سيتم إسقاط أسمائهم على هذه الحقائب مشيرة إلى أن البحث لا بزال يتركز على هذه النقاط.

 

وكررت القول أن هناك مراكمة للايجابية.

 

وقال نائب كتلة الوسط المستقل علي درويش لـ «اللواء» أن هناك كمية من الإيجابيات توفرت في الاستشارات النيابية وفي الجولات التي قامت بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف غير أنه لا يمكن إغفال الواقع الذي يقول اننا في بلد التناقضات مشيرا إلى أن تم قطوع مرحلة استمزاج الآراء وخلال فترة زمنية تتكشف الأمور.

 

ولفت النائب درويش إلى أن النيات حسنة وإن الكتل النيابية التي التقت الرئيس ميقاتي ابدت حرصها على الإسراع في تأليف الحكومة مؤكدا أن من مصلحة الجميع قيام الحكومة.

 

وأضاف : بحكم معرفتي بالرئيس ميقاتي فهو يملك نية حسنة في الإنقاذ وسيعمل كل ما في وسعه لتحقيق ذلك.

 

اذاً يتضح مما توحيه الأجواء أن الأمور سائرة بمنحى جيد فهل يطيح البحث الموسع بالحقائب السيادية ومبدأ المداورة بالمناخات الايجابية التي سادت تواصل عون ـــ ميقاتي في هذا الاسبوع؟