IMLebanon

منسوب التفاؤل تراجع.. ولكنه موجود

 

 

بانتظار الإجتماع الحاسم لتشكيل الحكومة والذي سيُعقد اليوم بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلّف نجيب ميقاتي في قصر بعبدا، تحدّثت أوساط نيابية قريبة من ميقاتي، عن استمرار المناخ التفاؤلي بولادة وشيكة للحكومة، وذلك على الرغم من عودة الحديث عن معوّقات تحول دون نجاح المشاورات الجارية على خط التأليف بين أكثر من طرف، وذلك في الساعات الفاصلة عن الإجتماع المرتقب اليوم عن قصر بعبدا. وتقول هذه المصادر، أن مرور أسبوع على التكليف، وبدء مشاورات التأليف، قد لا يكون كافياً من أجل ترجمة النوايا المعلنة حول الإيجابية في التعاطي بين طرفي التأليف، الى خطوات جدّية تبدأ من خلال الإنتقال من مرحلة التشاور إلى مرحلة اتخاذ القرار، وبالتالي الدخول في التفاصيل التي بات الجميع يعرفها.

 

وتشدّد المصادر نفسها، على أن الجلسات الثلاث التي انعقدت في قصر بعبدا بين الرئيسين عون وميقاتي، ليست كافية من أجل القول أن مشهد التفاؤل قد انقلب، بل على العكس، فإن المعلومات والمعطيات المتوافرة حتى اليوم، توحي بأن كلاً من رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف، يتحاشيان الوصول الى مرحلة تشتدّ فيها الخلافات بسبب التباين في وجهات النظر، مع العلم أن هذه اللحظة قد تكون قريبة، خصوصاً وأن الرئيس ميقاتي أعلن أنه سيتابع النقاش من النقطة التي توقّفت فيها المباحثات بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف، ذلك، أن الأوضاع صعبة وتزداد صعوبتها يوماً بعد يوم، لذلك، كان التوجّه إلى تحديد مهلة الأيام المعدودة من أجل التأليف.

 

ولكن، وعلى الرغم من تمسّك ميقاتي بضرورة التأليف السريع، فإن المصادر النيابية نفسها، توضح أن هذا لا يعني التسرّع سواء في الحسم السلبي، أو في التخلّي عن احترام الدستور والميثاق. ومن هنا، فإن المشهد الحكومي اليوم، هو أقرب ما يكون إلى لعبة استيعاب التباينات وعدم التركيز على الأفكار المسبقة، ومن ثم الإبتعاد عن أية مزايدات ذات طابع إنتخابي من الممكن أن تنسف العملية برمّتها، وتزيد من العِقَد على طريق التأليف. وتستطرد المصادر ذاتها، بأن الهدف اليوم هو عدم الوصول إلى أي تصادم في الخيارات والإختيارات الحكومية، ذلك أن طرفي التأليف يحاذران الوقوع في أي مطبّ يؤدي إلى تحميل أحدهما وزر تفشيل عملية تشكيل الحكومة أمام الرأي العام اللبناني، كما أمام المجتمع الدولي، الذي يحذّر من خطورة استمرار الإحتقان السياسي، وانعكاسه على حركة الشارع، كون ذلك يتزامن مع أزمة إجتماعية خانقة تهدّد الإستقرار الإجتماعي والمعيشي.

 

وتكشف المصادر النيابية ذاتها، عن حصول تقدّم، ولو طفيف، على خط تقريب وجهات النظر وتدوير الزوايا، كما يكرّر دائماً الرئيس المكلّف، ولكن من دون حسم مسألة تسمية الوزراء المسيحيين، كون هذه المسألة هي التي دفعت إلى اعتذار الحريري، ولكن هذا الأمر لا يعني أن منسوب التفاؤل قد انخفض، بل على العكس، فإن الإتفاق على غالبية النقاط والإنطلاق منها من أجل حسم النقطة الخلافية المتمثّلة بتسمية وزراء مسيحيين، سوف يسمح بتغيير الظروف السابقة، وتكثيف الجهود من أجل إنضاج الطبخة الحكومية.