Site icon IMLebanon

فخامة الرئيس وجماعة الحزب لا يريدون حكومة  

 

 

أصبح أكثر من مؤكد، أنّ فخامة رئيس الجمهورية لن يوقع على أي مرسوم تشكيل حكومة للأسباب التالية:

 

أولاً: بعد أن فقد الأمل في تسويق الصهر، كمرشح لرئاسة الجمهورية، وتحديداً بعدما انفضح أمره في ملف الفساد، إذ يكفي أنه مسؤول عن أخطر وأكبر عملية فساد في التاريخ، إذ استطاع هدر أكثر من 56 مليار دولار خلال مدّة تولّيه وزارة الطاقة. والله أعلم كم استفاد من ملف الكهرباء هذا، مدة ولايته الى أن سلّمها الى سكرتيره سيزار ابي خليل ثم سكرتيرة الوزير السيدة ندى البستاني. هذا الملف هو فضيحة إضافة الى ما حصل مع الصندوق الكويتي.

 

هذا ولو نقلنا من الفيول الى الغاز لكنا وفّرنا على الخزينة مليار ونصف المليار سنوياً أي 22 مليار دولار.

 

ثانياً: رئيس الجمهورية ومنذ تسلمه الحكم وهو يفكر كيف يمكن إلغاء اتفاق الطائف. لقد استفاد من وجود حكومة مستقيلة ليمارس الحكم وحده، وتأكيداً على إلغاء الطائف كانت الاجتماعات التي يعقدها المجلس الأعلى للدفاع، والهدف منها إظهار أنه يحكم وحده من دون حكومة وهذه أكبر مخالفة دستورية ولكن على من تقرأ مزاميرك يا داود..؟

 

ثالثاً: فخامة الرئيس يلعب مع رؤساء الحكومات المكلفين لعبة باتت مكشوفة.. فهو يتظاهر بأنه يرغب في تشكيل حكومة لكنه حريص على الميثاق وعلى الدستور فالسؤال هو: كيف يفسّر فخامته الميثاق والدستور؟ الله أعلم.

 

رابعاً: الممارسات التي مارسها فخامته مع الرئيس سعد الحريري لا يمكن أن تمر مرور الكرام… بل ان هذه الممارسات لا بد وأن نتوقف عندها لنفضح نواياه غير السليمة وهي:

 

أ- إتهام الرئيس المكلف بأنه لم يقدّم لفخامته لائحة بالتشكيلة ما اضطر الرئيس الحريري الى إبراز ومن على شاشة التلفزيون ومن القصر الجمهوري التشكيلة ليبرهن أنّ ما قاله فخامة الرئيس غير صحيح.

 

ب- إرسال دعوة للرئيس المكلف مع درّاج الى «بيت الوسط» يطلب منه أن يصعد الى القصر الجمهوري للاجتماع بفخامته، وهذا التصرّف تنقصه اللباقة وهو تصرّف غير سليم وغير مقبول.

 

وهكذا عانى الرئيس المكلف الويل حتى وصل الى الاعتذار خوفاً على الوطن… وكما يقول المثل «قلبي على بلدي انفطر وقلب غيري على الحجر».

 

خامساً: العقوبات التي فرضتها أميركا وفرنسا وأوروبا وأهمها العقوبات الاميركية خاصة ضد الصهر دلائل ثابتة، فعندما زار المبعوث الاميركي ديڤيد هيل لبنان اجتمع مع الجميع واستثنى الصهر العزيز.

 

أما بالنسبة لـ»الحزب العظيم»، فيبدو أنه كان ينتظر الانتخابات الاميركية ثم الانتخابات الإيرانية، ثم الوقت الذي يتسلم فيه الرئيس الايراني الجديد إبراهيم رئيسي الحكم. وبدل أن يعطي الرئيس الجديد الإذن للحزب العظيم بتسهيل الأمور أرسل من خلال الحزب رسالة الى إسرائيل يذكرها أنه يملك 150 ألف صاروخ في لبنان، إذا تعرّضت إيران لأي اعتداء من إسرائيل فإنها سترد من لبنان، وهذا ما حصل، وهذا ما دعا السيّد حسن الى القول إنّ هناك معادلة جديدة، فعندما يتم اعتداء علينا وعلى أرض لا يوجد فيها مواطنون ولا مسلحون فالرد سيكون بالمثل… وهذا طبعاً هو السبب الرئيسي لكلمة السيّد بمناسبة «عيد انتصار المقاومة 2006»، وبالتأكيد انها رسالة الى إسرائيل لكن بأوامر إيرانية.

 

هكذا التقت مصلحة فخامته مع مصلحة الحزب على عدم تشكيل حكومة.

 

أما الهدف الأكبر الذي يسعى إليه فخامته فهو الانتظار من دون حكومة حتى نهاية العهد ليفعل كما فعل الرئيس أمين الجميّل يوم عيّـن الجنرال عون رئيس حكومة لإجراء انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وكما نعلم فعل عون كل شيء إلاّ الهدف الذي كُلّف من أجله… وبقي عاصياً في القصر الجمهوري مدة سنتين ولولا القرار التاريخي الذي اتخذه -رحمة الله عليه- الرئيس البطل الياس الهراوي بإنهاء حالة التمرّد في القصر لما خرج… وهكذا قام الجيش اللبناني بمساعدة الجيش السوري باقتلاع ميشال عون بالخروج من القصر لكنه أبى حتى هرب بالبيجاما الى السفارة الفرنسية في مار تقلا.

 

هذا هو الهدف الحقيقي لعدم تشكيل حكومة في لبنان.