Site icon IMLebanon

الحريري طرح نفسه منقذاً بطبخة فرنسية ــ سعودية… لكن ماذا على صعيد الداخل؟

 

الثنائي الشيعي : لا للمسّ بجوهر المطالب… الوطني الحر : الجليد كُسر لكن لنترّقب !

 

مع عودة الاتصالات واللقاءات الناشطة على خط التكليف والتأليف الحكومي، وطرح الرئيس سعد الحريري نفسه كمنقذ للبنان، في مرحلة من اصعب المراحل التي يمّر بها البلد، تبدو التساؤلات عديدة حول ما الذي تغيّر ليعود نشاط الحريري بهذا الزخم؟، بعد ان كان رافضاً العودة الى السراي، وكان يقولها ويردّدها يومياً وبالفم الملآن، انطلاقاً من هنا، يبرز السؤال عن الشروط والشروط المضادة من قبله ومن قبل الثنائي الشيعي، والتيار الوطني الحر بشخص رئيسه جبران باسيل، الذي كان يربط عودة الحريري بعودته ايضاً، رافضاً حكومة الاختصاصيين المستقلين البعيدين عن السياسة واحزابها، طالما رئيس الحكومة هو ايضاً رئيس تيار سياسي فاعل، مما يعني ان باسيل ايضاً رئيس تيار سياسي فاعل و»ما حدا احسن من حدا»، اي انا وانت في الحكومة او كلانا خارجها.

 

لكن اين نحن اليوم من هذه المقولة؟، مصادر سياسية على اطلاع بما يجري تطرح ذلك وتقول: «الثنائي الشيعي لم يعط الرئيس المكلف الاسبق مصطفى اديب ما اراده، لجهة تشكيل حكومة مستقلة، اذ بقيت حقيبة المالية معهما، فما الذي سيجعلهما يتخليّان عنها اليوم؟، كما سمّى الثنائي الوزراء الشيعة، وبالتأكيد لن يسمحا لأحد بتسميتهم هذه المرة خصوصاً الحريري»، مشيرة الى ان الثنائي الشيعي ينتظر ما سيُقدمه الاخير قبل يوم الخميس، اي الافكار الجديدة التي تجعلهما مطمئنين لحكومته، مع الاشارة الى إمكانية تأجيل الاستشارات النيابية لمزيد من الدرس والتخفيف من الشروط والتباينات، ورؤية التوافق الداخلي ناضجاً اكثر، كذلك الامر بالنسبة الى التوافق الخارجي، الذي إنطلق من بوابة باريس والرياض التي فكّت حصارها عن الرئيس الحريري بطلب ومسعى فرنسي، كما انّ الاتجاه يصوّب ايضاً على دراسة أبعاد هذا التكليف وما بعده اي التأليف، مشيرة الى انّ المرحلة اليوم مختلفة عن مرحلتيّ حسان دياب ومصطفى اديب، فهنالك مفاوضات ترسيم الحدود المائية بين لبنان والعدو الاسرائيلي، وهنالك ايضاً رفع الدعم عن المواد الاساسية والسلع الاستهلاكية الضرورية، اي الوصول الى الانهيار الكامل والنهائي، لذا تتجه الانظار الى مَن يملك إعادة الثقة العربية والدولية بلبنان، من خلال المساعدات التي وُعدنا بها، والبدء بتنفيذ الاصلاحات والتعهدات التي اقرّت في قصر الصنوبر، خلال لقاء رؤساء الكتل النيابية والاحزاب مع الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون، وكل هذا متوّفر لدى الرئيس الحريري في حال عرف كيف يسير بين الالغام، لبصل سالماً الى السراي عبر موافقة الاكثرية عليه.

 

الى ذلك تنقل هذه المصادر عن التيار الوطني الحر، بأنّ الجليد مع الحريري بدأ يذوب منذ زيارته قصر بعبدا قبل ظهر امس، ولقائه رئيس الجمهورية ميشال عون وبحثه شؤون وشجون الملف الحكومي معه، كما فتح الحريري باب اللقاء المرتقب مع باسيل، عبر الاتصال الذي اجراه به للاطمئنان الى صحته خلال إصابته بوباء كورونا، اي انّ الابواب الموصدة بدأت تنفتح والتيار يترّقب، والثنائي الشيعي لا مشكلة لديه بملاقاة الحريري في منتصف الطريق، شرط عدم المسّ بجوهر مطالبه، وهو ينتظر من الحريري افكاراً جديدة في اطار الملف الحكومي، وبدوره لم يعد الاخير متشنجاً على خطوط بعبدا – الضاحية – عين التينة وميرنا الشالوحي، فيما تبقى معراب الخط الاصعب، اما المختارة فمسألتها أسهل وأقرب ووساطتها قابلة للحل في اي وقت.

 

وتختم المصادر المذكورة بأنّ المبادرة الفرنسية هي الفرصة الاخيرة للبنان، فهي تقوم على تشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين لا ينتمون للأحزاب، مهمتهم القيام بالاصلاحات وتأمين المساعدات وإعطاء الثقة التي يطلبها المجتمع الدولي ويصّر عليها، فلنجرّبها علّها تحقق شيئاً ما في ظل كل المخاوف التي نعيشها، والمستقبل المخيف والمرتقب، خصوصاً انّ جميع الحكومات التي شُكلت في الاطار التقليدي، اي الممثلة لأكثرية الاحزاب فشلت بالإصلاحات وبحل الملفات العالقة، ولم تحقق ما نصبو اليه كشعب.