Site icon IMLebanon

تشابه بين الواقع السياسي اليوم وعشية اعتذار الحريري

 

 

عجزت الإتصالات المكثّفة التي جرت على أكثر من خط داخلي وخارجي، عن إحداث خرق في جدار المراوحة على المسار الحكومي، مع العلم أن العدّ العكسي قد بدأ من أجل حسم المواقف النهائية لكل من الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي، من التشكيلة الحكومية التي استقرّت عليها كل الإجتماعات التي جرت على مدى الشهر الماضي بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف.

 

وفي هذا الإطار، لاحظ مصدر نيابي مواكب، وجود تشابه ما بين الواقع السياسي اليوم، والواقع الذي ساد عشية اعتذار الرئيس سعد الحريري، إذ أن الرئيس ميقاتي قدّم تشكيلة وزارية الى الرئيس عون، وهو ينتظر جوابه عليها، فيما ينتظر رئيس الجمهورية الأجوبة النهائية أيضاً على ملاحظاته على التشكيلة المقترحة، وذلك، من دون أن يجري تحديد موعد محدّد للقاء بين الرئيسين. واعتبر المصدر أن ما من جديد سيبرز قريباً بشأن الإتصالات الجارية، والتي لا تزال محاطة بجدار من الكتمان، على الرغم من محاولة البعض إشاعة أجواء إيجابية، في الوقت التي لا تزال فيه السلبية تتحكّم بالمشهد الحكومي.

 

وفي ضوء تأكيد الرئيس المكلّف أن الإعتذار غير وارد لديه، فإن المصدر النيابي نفسه، أكد أن كل ما يجري من تطوّرات ومن إعلان مواقف وتحرّكات، تطوّق مشهد التأليف، وبالتالي، حركة ميقاتي، الذي ما زال مصرّاً على الحديث بواقعية عن الحيثيات المحيطة بعملية التشكيل، فإن تحوّلاً قد ظهر، ولو من حيث الشكل، على طريقة التعاطي ما بين فريقي التأليف، خصوصاً وأن حرب البيانات التي سُجّلت في الأسبوع الماضي بين دار الفتوى وقصر بعبدا على خلفية استدعاء القاضي طارق بيطار لرئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، للإستماع إليه، قد رسم إطاراً مختلفاً للمقاربة التي سيعتمدها كل من رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف بالنسبة لعملية التأليف، لا سيما مع عودة رئيس الجمهورية الى التأكيد مجدّداً على المناخات التفاؤلية في هذه العملية.

 

لكن هذه المناخات، لا تعكس حقيقة الواقع لجهة اللقاء المرتقب ما بين الرئيس عون وميقاتي في وقت ليس ببعيد، ذلك أن الواقع الفعلي لن يتظهّر إلا بعد تحديد موعد الإجتماع المقبل في قصر بعبدا، والذي سيكون مؤشّراً على ما ستشهده الأيام المقبلة من تطوّرات واتصالات.

 

وكشف المصدر، أن المبادرة اليوم هي في ملعب رئيس الجمهورية، الذي وحده يمتلك مفتاح خرق الجمود الحاصل حكومياً، وقرار استعادة الأجواء الإيجابية التي سادت حتى يوم الخميس الماضي، وسقطت بعد اللقاء الثالث عشر بين الرجلين في قصر بعبدا. كما كشف، أن المرحلة اليوم لم تعد تحتمل المزيد من «الفراغ الحكومي»، بعدما بات تصريف الأعمال في مرحلته الدنيا، وعاجزاً عن تأمين الحدّ الأدنى من الإنتظام العام على مستوى مؤسّسات الدولة.

 

ومن هنا، فإن عودة حركة الإتصالات التي يقوم بها أصدقاء مشتركون للرئيسين عون وميقاتي، تشكّل خيط الأمل الوحيد المتبقّي في إتمام محاولة إنقاذية على خط تشكيل الحكومة، بعدما فشلت كل المقاربات الأخرى، والتي وصلت كلها إلى عقدة السقوف المرتفعة التي يرفعها طرفا التشكيل بوجه بعضهما.