IMLebanon

حكاية «ابريق الزيت»

 

 

في اول ايلول الجاري كتبت مقالا في جريدة «الديار» عنوانه «الان … حكم ذاتي أو لا مركزية ادارية»  دعوت فيه الاحزاب والشخصيات المعارضة والبلديات الى أخذ مصالح الشعب بأيديهم بعدما تخلّت هذه السلطة عن جميع مسؤولياتها وواجباتها تجاه الشعب الذي يعاني الأمرّين اقتصاديا وماليا ومعيشيا وأمنيا وصحيا وتربويا وسياديا.

 

لم اكن يومها أضرب بالرمل، بل كنت أعيش هذه المأساة مثلي مثل جميع اللبنانيين وألمس عن قرب رغبتهم ورغبة بلدياتهم بتحقيق لا مركزية أدارية تؤمّن لهم على الاقل الكهرباء والماء والخبز والطبابة والاستشفاء والمحروقات. يمكن التأكيد اليوم أن عددا محترما من البلديات أخذ بيديه ما كان على هذه السلطة ان تقوم به في خطوة رائدة، اتمنى أن تعدي جميع البلديات في جميع المناطق.

 

هل يعقل أن يعيش الشعب اللبناني على حكاية ابريق الزيت التي يرددها كل من رئيس الجمهورية والرئيس المكلف تشكيل الحكومة، يوما بعد يوم ويرددها ببغائيا جماعة كل واحد منهما، وكل فريق يضع المسؤولية على الآخر في عرقلة تشكيل الحكومة، ويدور الكلام عن عرقلة خارجية، لأن كل فريق معلّق «بكرعوب» دولة خارجية، وفجأة تتحول العرقلة الى نزاع على الحقائب والاسماء وتبدأ عندها حكاية «ابريق الزيت»، في حين لو كانت السلطة سيادية، وكان الرئيس المكلف صاحب قرار، كانا شكلا حكومة سريعا، وبدلا من تنازع الحقائب الدسمة ليستفيدا منها في الانتخابات النيابية المقبلة، كانا اتفقا على تسليم الحقائب التي تهم الشعب، مثل الشؤون الاجتماعية، والصحة، والاقتصاد، والطاقة والمياه، والعدل الى شخصيات مستقلة معروفة بنزاهتها ووطنيتها، بدلا من ترك لبنان يتحول الى ساحة خطف وقتل وسرقات واستجداء اللقمة وحبة الدواء وتنكة المازوت… ألم يحن الوقت لتخجلوا ؟؟