لا تُبدي «الثنائيّة الشيعيّة» عبر أداء ممثلها المُفاوِض والمفوّض الرئيس نبيه بري نوايا «تسهيل» تشكيل الحكومة، «التعقيد» ما زال سيّد الصورة، من حقيبة المالية التي تم تكريسها للطائفة الشيعيّة وقد رضخ كلّ الفرقاء واستسلموا وسلّموا بالتوقيع «المعطِّل» وللبنانيّين أن يتأملوا ما سيؤول إليه حال البلاد عندما يصبح بإمكان «وزير» أن يعطّل أيّ مرسوم يحمل توقيع رئيسا الجمهوريّة والحكومة!!!
وللتوضيح، لا شأن لنا بكلّ من يدفن رأسه في الرّمل ويهرب إلى الإمام، فمفاعيل تعطيل العهد كلّه وتعطيل الحكومة والدولة برمّتها، بصرف النّظر عن تسميات حكومة الوحدة الوطنيّة أو الشّراكة الوطنيّة، تكريس «الثّلث المعطّل» بات رسميّاً الحاكم الفعليّ منذ هذه الحكومة وحتى فرض «الثنائيّة الشيعيّة» دستوراً جديداً أو تعديلات جذريّة على الدستور تكرّس أمراً من اثنين، إمّا المثالثة وهذا أضعف الإيمان الإيراني، وإمّا تغيير وجه لبنان نهائياً في حال انتصار المشروع الإيراني في المنطقة، والأيام كفيلة بإثبات ما ذهبنا إليه…
قد يبدو أنّ الرئيس نبيه بري يستهدف بشراسة القوّات اللبنانيّة وعاد خطوة إلى الوراء لينتزع من القوات وزارة الأشغال بعدما تمّ التوافق عليه من توزيع الحقائب الوزاريّة، لكنّه في نفس الوقت يهاجم وبشراسة ناعمة جداً رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون عندما يترك العنان للنائب سليمان فرنجيّة الذي يشترط الرئيس بري توزيره فيما يصرّ هذا الأخير على انتزاع وزارة الطاقة من حصّة التيار الوطني الحرّ، في وقت يبدو هذا الإصرار «وضع يد» مسبق على ملفّ النّفط وتلزيمه فيه الكثير ممّا يثير الرّيبة والشكوك!!
لن تكون مهمّة الرئيس المكلّف سعد الحريري سهلة لا في التأليف ولا في وضع البيان الحكومي «التعسير» سيبقى سيّد الموقف حتى وإن نالت الحكومة الثّقة -وليس من باب التشاؤم بل من باب «من جرّب المجرّب»- الثنائيّة الشيعيّة لن تترك العهد يحكم ما لم تكن مسيطرة على كلّ قرارته، أما الحكومة فباتت هذه الثنائيّة تملك خبرة متفوّقة ومتقدّمة جدّاً في شلّ كلّ الحكومات اللاحقة.
قد يخطئ كثرٌ في الظنّ أنّ الأيّام المقبلة ستُعيد للبنان حياة طبيعيّة في سير الدّولة والمؤسّسات فيما تشي كلّ المؤشّرات أن «الشّلل» سيبقى سيّد الموقف حتى اتضّاح الصورة الإقليميّة في سوريا، وتظهّر المخبوء الأميركي في سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمر وحيدٌ سيبقى واضحاً وضوح الشمس وهو الاستهداف الشّرس للقوّات اللبنانيّة وضمناً «مصالحة معراب»، ومن الآخر و»بالعربي المشبرح» ممنوعٌ على الموارنة أن يكونوا «موّحدين وأقوياء»، مصالحة معراب لم تكن في حسبان «الثنائيّة الشيعيّة»، تابعوا أداء المفاوض المفوّض الرئيس نبيه بري واختفاء حزب الله عن الصورة تجنّباً لاصطدامه بالعهد ورئيسه فالحزب ما زال محتاجاً للغطاء المسيحي الذي احتمى به عقداً من الزمن، لذا الإحتماء بالمكلّف الرئيس بري ضرورة لإخفاء «النوايا»!