تتجه الانظار السياسية الى ما سيقوم به رئيس المجلس النيابي نبيه بري، في اتجاه حلحلة الازمة الحكومية، بعد طلب الامين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله منه، المساهمة والمساعدة للوصول الى حل قريب لان الوضع لم يعد يحتمل. وافيد بأنّ ارتياحاً برز على خط بعبدا، المتوقع ان يزورها برّي للحصول على تطمينات بخصوص الثلث المعطل، مقابل سعي الرئيس المكلف سعد الحريري للوصول الى خطوات ايجابية، لتجاوز هذه المعضلة وتخطيّ المناكفات، لانّ الطابة الحكومية ستكون في ملعبه، وحينئذ لن يستطيع التغاضي عنها، وإلا سيخسر دعم الثنائي الشيعي له، وفي المقابل، هنالك مخاوف من عدم تقبّل الشارع السنيّ، لما يعتبرونه تنازلاً امام العهد ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.
كل هذا يعني أنّ الحريري بات في مكان مطوّق بأنظار الجميع، الذين ينتظرون خطواته الايجابية في تجاه التشكيلة، بعدَ تجديد الثقة به ضمنياً مِن مجلس النواب، خلال مناقشة رسالة رئيس الجمهورية التي وجهها اليهم، بحيث خرج الرئيس المكلف منتصراً نوعا ما، لكن بدل ان يحقق هذا المكسب على ارض الواقع، تابع رحلاته المكوكية وغادر الى الامارات، في ظل اسئلة وجهّها العديد من القوى السياسية، عن سبب هذا التأني وغياب الارادة السياسية في التأليف الحكومي، ما جعل هذا التصرّف يسُجّل على الرئيس المكلف، ويعيده سياسياً وشعبياً خطوات عديدة الى الوراء.
اما على خط اللقاء الاخير الذي عُقد بين بري وباسيل، فقد برزت اجواء ايجابية في التعاطي بحسب ما نقلت مصادر مطلعة على كواليس اللقاء، ناقلة أنّ صفحة الثلث المعطل قد طويت، مع سعي بري لحل مسألة الخلاف المتعلق بالوزيرين المسيحيين، وهوية مَن يسميهما. ولفتت الى انّ بري دعا الرئيس المكلف الى تقديم تشكيلة جديدة، في ظل حركة اتصالات يقوم بها معاونه السياسي النائب علي حسن خليل، للوصول الى نتائج إيجابية بأسرع وقت ممكن، على ان تظهر نتائج تلك الاتصالات في العلن قريباً ، مع عودة الحريري الى بيروت، والتوجّه الى قصر بعبدا لإطلاع الرئيس عون على التشكيلة الجديدة.
الى ذلك تشير المصادر المذكورة الى انّ تلويح رئيس التيار الوطني الحر باستقالة «تكتل لبنان القوي» من المجلس النيابي، بهدف إجراء انتخابات نيابية مبكرة، سيؤدي الى إبعاده عن السراي، لان الدستور ينص على تشكيل حكومة جديدة حين ينشأ مجلس نيابي جديد، وبغض النظر عن مدى حقيقة هذا التهويل او اعتباره مناورة سياسية من قبل باسيل، فهو من دون ادنى شك اخاف الحريري سياسياً، خصوصاً انّ تكتل» الجمهورية القوية « نادى باستقالة النواب، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة منذ اشهر.
ولفتت هذه المصادر الى انّ البطريرك الماروني بشارة الراعي، يؤيد سعي الرئيس بري ايضاً، وخصوصاً في مسألة حسم الخلاف حول الوزيرين المسيحيّين، إضافة الى رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط، الذي يقوم بسعي مؤيد لحركة برّي، عبر إيفاد الوزير السابق غازي العريضي الى عين التينة، لمناقشة تفاصيل ما يجري والمساهمة في الحل الحكومي.
هذه المشاهد التي تدور ضمن حركة ناشطة سياسياً، وضعت الطابة في ملعب الحريري تضيف المصادر، فإما يقوم بـ «شوطة» لافتة توصله الى درب السراي الحكومي كمنقذ، او يعود فيرمي الطابة مجدّداً في ملعب بعبدا، وهكذا دواليك الى انّ نصل الى الكارثة الكبرى، التي لا تبعدنا عنها سوى فترة وجيزة جداً، ناقلة أنّ شهر حزيران قد ينقل أخباراً ايجابية، بالتزامن مع حركة سياسية ناشطة على خطوط فرنسا – روسيا- مصر- السعودية والامارات، مع إمكانية ظهور تسوية ، بعد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الى السعودية والخليج، التي وُصفت بالهامة جداً حيال ازمة لبنان، بحيث اعتبرت المصادر عينها أنها الخرطوشة الخارجية الاخيرة، لحل هذه المعضلة المستعصية، وإلا سيكون الوضع متأزماً جداً اكثر مما تتصورون، مشيرة الى وجود إهتمام روسي بلبنان عاد لينشط منذ ايام، عبر نائب وزير الخارجية الروسية مخائيل بوغدانوف، بعد لقائه ممثليّ رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، حيث يحاول المسؤول الروسي تقريب وجهات النظر، علّها توصل الى الهدف المنشود قريباً.