IMLebanon

مفتاح الحكومة بيد إيران.. و«حزب الله» لا يبدو مستعجلاً

 

الحملة على الراعي تزيد من رصيده وتعرّي منتقديه

 

 

هل مقدّر على اللبنانيين أن لا تتشكل حكومة في البلد حتى آخر هذا العهد، وهو الذي كان وبالاً عليهم بكل ما في الكلمة من معنى؟ هذا السؤال بدا مشروعاً ومنطقياً بعد مسلسل التعطيل الحكومي الظاهر للعيان، من خلال الشروط التي يضعها رئيس الجمهورية ميشال عون على الرئيس المكلف نجيب ميقاتي الذي لن يتأخر على ما يبدو، في تقديم اعتذاره، بسبب عجزه عن التأليف، جراء العقبات التي يواجهها، في ظل إصرار الرئيس عون على أن تكون حقيبة «الداخلية» من حصته، وهذا ما لا يمكن أن يقبل به الرئيس المكلف، على ما أكدت مصادره لـ«اللواء»، مشددة على ان «هذه الحقيبة يجب أن يتسلمها محايد ليس محسوباً على أي طرف، كي تجري الانتخابات النيابية المقبلة في أجواء نزيهة وشفافة، وبالتالي لا يمكن توقع أن تكون هذه الوزارة في عهدة فريق العهد، حرصاً على نزاهة الانتخابات.

 

وأشارت المصادر، إلى أنه «رغم الأجواء الإيجابية التي تسير فيها عملية التأليف، إلا أن الأمور ما زالت بحاجة إلى المزيد من المشاورات، لأن هناك عقداً لم تحل بعد، وتحتاج إلى وقت»، مؤكدة أن «الرئيس المكلف لن يقبل باستمرار مشاورات التشكيل إلى ما لا نهاية، لا بل أنه عازم على إنجاز مهمته في مدة معقولة، وإلا لن يتأخر في إعلان اعتذاره إذا وجد أن الأبواب موصدة أمامه». وقالت، إن «وضع البلد لا يحتمل أي تأخير ولا بد من حسم الأمور في أيام وليس في أسابيع، في ظل تمدد الانهيار الذي طال كل المرافق، وينذر بسقوط الهيكل على رؤوس الجميع».

 

الرئيس المكلف لن يقبل أن تستمر مشاورات التأليف إلى ما لا نهاية

 

وتسأل في الإطار، أوساط مراقبة، ألا تؤشر كل هذه العرقلة في التأليف، أن هناك فريقاً واحداً، هو فريق رئيس الجمهورية، يتحمل مسؤولية عدم ولادة الحكومة حتى الآن؟ بدليل أن الرئيس المكلف، قد يكون الثالث الذي يعتذر، بعد سعد الحريري وقبله مصطفى أديب. فهل أن هناك قراراً بعدم تشكيل حكومة، خدمة لأهداف داخلية وخارجية معاً؟ هذا التساؤل تجيب عنه مصادر بارزة في المعارضة بالقول لـ«اللواء»، إن «مفتاح التأليف بيد إيران التي لا يبدو أنها مستعجلة لتشكيل الحكومة، كي يبقى الملف اللبناني ورقة في يدها في المفاوضات مع الأميركيين والغرب، وبالتالي فإن لا حكومة في لبنان، لأن العقد خارجية، ولا يعتقدن أحد أن الخلاف هو على توزيع الحقائب». وهذا إن دل على شيء، فعلى أن حزب الله ليس مستعجلاً على تشكيل حكومة، خدمة لأجندة طهران التي تريد الإبقاء على لبنان رهينة، بانتظار معرفة ما ستحصل عليه في مفاوضاتها النووية مع الولايات المتحدة والغرب».

 

وفي المقابل، صعق اللبنانيون بالحملة الشعواء التي استهدفت البطريرك بشارة الراعي، من جانب «حزب الله» والدائرين في فلكه، بعد إعلان رفضه إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان، ودعوته الجيش اللبناني إلى منع إطلاقها، في وقت قوبلت هذه الحملة، بموجة واسعة من ردود الفعل التي شجبت أي تهجم على رمز وطني كبير، كالبطريرك الراعي الذي ما برح يدافع عن لبنان من أجل سيادته واستقلاله ووحدة أراضيه. وقد أكدت مصادر مسيحية، أن «البطريرك الراعي سيستمر على مواقفه المدافعة عن سيادة لبنان، ولن يتأثر بكل هذه الأصوات التي يزعجها قول الحقيقة»، مشددة على أن «صوت بكركي سيبقى يصدح من أجل وحدة لبنان واستقلاله، شاء من شاء وأبى من أبى».

 

وكشفت المصادر أن «حزب الله» وحلفاءه، «يتحملون مسؤولية الحملة التي تستهدف البطريرك الراعي، باعتبار أنهم يعملون من أجل إسكات أي صوت يطالب بالدفاع عن سيادة لبنان واستقلاله، من أجل مزيد من الهيمنة على القرار اللبناني خدمة لأجندات خارجية، تتعارض مع مصالح لبنان العربية والدولية»، ومشددة على أن «هناك تأييداً كبيراً لمواقف البطريرك على المستوى الوطني، وهذا يمثل رسالة للحزب بأن كل حملاته على البطريرك الراعي وبكركي، لن تقود إلى مكان».

ad

 

ولا تخفي المصادر، أن استمرار حملة «حزب الله» على البطريرك الراعي، وبقدر ما أنها تعمل على تعميق حدة الانقسام بين اللبنانيين، فإنها تعري منتقديه، وتزيد من رصيد بكركي وسيدها لدى اللبنانيين والمجتمع الدولي، وهذا ما ظهر بوضوح من حجم الالتفاف الواسع حول طروحات البطريركية المارونية بشأن حياد لبنان والمؤتمر الدولي، ورفض اللبنانيين بجميع فئاتهم لحملة «حزب الله» ومحور «الممانعة» ضد البطريرك بعد دعوته إلى عدم إطلاق الصواريخ من لبنان.