IMLebanon

حكومة من 24 حقيبة و 6 وزراء دولة  

علمت «الشرق» أنّ الحكومة العتيدة المنتظرة سوف تبصر النور خلال أيام معدودة، وتحديداً قبل عيد الاستقلال في 22 تشرين الثاني الجاري.

على ما يظهر، سيكون تأليف الحكومة هذه المرة أسهل كثيراً مما كان في السابق، حيث كان التأليف يستهلك أشهراً عدة، وصل في إحداها الى ثمانية أشهر..

الآن، الأمور مختلفة جداً، وذلك لأسباب عدة من بينها:

– أولاً: كما هو معروف، فإنّ البيان الوزاري كان «عقدة العقد» وكانت الأمور تتفرمل عند هذه النقطة ويتوقف إعلان التأليف على إنجاز البيان الوزاري.. أمّا الآن، فيمكن القول إنّ «خطاب القسم» أصبح أهم بيان وزاري يمكن اعتماده.

– ثانياً: الرئيس ميشال عون جاء باتفاق مسيحي – مسيحي أولاً، حيث رشحه الدكتور سمير جعجع، وثانياً إعلان الرئيس سعد الحريري -الذي يملك أكبر كتلة نيابية مؤلفة من 32 نائباً، من كل الطوائف- تبنيه هذا الترشيح، وهذه هي المرة الثانية منذ تأسيس الدولة اللبنانية والتوافق على ميثاق 1943، وقد كانت المرة الأولى في العام 1970 يوم اتفق الزعماء الموارنة الثلاثة (الرئيس كميل شمعون وبيار الجميّل وريمون إدّه) على تبني ترشيح الرئيس سليمان فرنجية، رحمه الله، ولاقاهم الرئيس صائب سلام…

– ثالثاً: التأييد الواسع الذي لاقاه من المسيحيين عموماً، ومن الرئيس سعد الحريري وما يمثل، ومن الزعيم وليد جنبلاط ومن «مستقلين»… أعطى هذه الانتخابات الرئاسية بعداً سياسياً وطنياً، لافتاً ومميزاً، حيث تغلب الإلتفاف الوطني على التقوقع المذهبي، وهذا نادراً ما يحصل في بلد مثل لبنان.

– رابعاً: إنها المرة الأولى التي ينتخب فيها رئيس للجمهورية، يتمتع بحصانة شعبية لافتة، ويملك كتلة نيابية كبيرة وازنة مؤلفة من 23 نائباً… فإذا ما أضيفت إليها كتلة «القوات اللبنانية» تصبح الأكثر تمثيلاً بين المسيحيين، فكيف إذا أضيفت إليها كتلة «المستقبل» المؤلفة من 32 نائباً، وكتلة «اللقاء الديموقراطي» بزعامة وليد جنبلاط.. فيكون الرئيس المنتخب قد حصل على أكثرية نيابية لا يمكن أن ينافسها أحد..

– خامساً: المعلومات تؤكد أنّ الحكومة العتيدة التي يعمل على تأليفها الرئيس سعد الحريري ستكون من 30 وزيراً، وذلك لإرضاء أكبر عدد من السياسيين ولا تستثني أحداً.

– سادساً: سيكون هناك 24 وزيراً مع حقائب و6 وزراء دولة (من دون حقائب) يمثلون الطوائف الست.. والرئيس سعد الحريري على قناعة بأن يترك لكل رئيس حزب أو «تكتل» أن يختار الوزراء الذي يريد، خصوصاً الرئيس نبيه بري، وآخرين.

– سابعاً: هناك اتفاق بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري على اعتماد الشفافية ونظافة الكف ومحاربة الفساد، والرئيس عون أعلن ذلك في خطاب القسم..

– ثامناً: الرئيس سعد الحريري اختار وزراءه السنّة، وكان اختياره هذه المرة دقيقاً وحساساً وهم من أصحاب الكفاءات العالية المشهود لهم، ومن كل المناطق، ولن يحرم أي منطقة، والزعيم وليد جنبلاط اختار وزيرين معروفين، ولهما خبرة وتاريخهما أكثر من جيّد ويحظيان بتأييد شعبي كبير..

– تاسعاً: أمّا بخصوص نائب رئيس الحكومة، فهناك اسمان يتم تداولهما، وهما مرا بتجربة سابقة، وفي المعلومات أيضاً أنّه بالإضافة الى إعطاء «القوات» حقيبتين هناك اتجاه لإعطاء «الكتائب» حقيبة و«المردة» حقيبة…

– عاشراً: أمّا «الوزارات السيادية» فهي موزعة على النحو التالي: وزارة الداخلية للسنّة، والمال للشيعة، والدفاع للرئيس عون، والخارجية مع «التيار الحر»…

الخلاصة، ستكون الحكومة العتيدة، حكومة «الوفاق الوطني»، أو «الوحدة الوطنية»، ولا يستثنى منها أي أحد، حيث تتمثل فيها شرائح المجتمع كافة، فلا عزل، ولا انتقام ولا غير ذلك.

وبالمناسبة، فإنّ تفويض «حزب الله» الرئيس نبيه بري قد ساهم، الى حد بعيد، في تسهيل تشكيل الحكومة…

عوني الكعكي