Site icon IMLebanon

حكومة الكل…

 

استشارات التكليف بالأمس، ومشاورات التأليف غدا السبت، هذا اذا ما اعتبرت الجولة التقليدية للرئيس المكلّف على رؤساء الحكومة السابقين اليوم ممكنة، مع عطلة عيد التحرير والمقاومة، وإلاّ فالمشاورات الى الاثنين حكما.

وبصرف النظر عن المواقيت، اليوم أو غدا أو ما بعدهما، الانطباع ان هيكلية الحكومة الحريرية الجديدة مرسومة، حصصا وأسماء، وربما حقائب، والمطلوب بعض اللمسات التجميلية، تجنبا للنوافر الحادّة، القابلة للتحوّل الى عقبات في أي لحظة، والتي بدأت تظهر، في جدار التفاهم بين تكتل لبنان القوي، وكتلة الجمهورية القوية حول الحصص والحقائب، وبالتأكيد، هناك ما هو أبعد، لذلك تمنى الدكتور سمير جعجع على الرئيس عون خلال لقائه على هامش استقباله كتلة القوات اللبنانية، لو يكون التعامل بين القوات والتيار على غرار ما هو جار بين حزب الله وحركة أمل، فهناك ثنائي شيعي وهنا ثنائي مسيحي.

لكن نقطة الضعف هنا ان الثنائية الشيعية، لم تسمح بظهور مكونات سياسية قادرة على النمو والمنافسة في بيئتها، في حين ان قوة التيار والقوات، التمثيلية، قلّصت التعددية التقليدية على مستوى البيئة المسيحية لكنها لم تستطع إلغاءها، بدليل وجود المردة والكتائب والحلفاء.

لكن لتمنيات الحكيم وجه آخر، يعكس الرغبة بتنفيس الاحتقان الموروث من المرحلة الانتخابية، وإحلال التفاهم محل التنافر، وهذا ما لمسه الجميع لدى الرئيس عون، الذي لا شك يريد النجاح للحكومة التي يعتبرها حكومة عهده الأولى، والنجاح يتطلب شبك الأيدي.

على صعيد الثنائي الشيعي، واضح ان حزب الله يريد تفعيل وجوده في السلطة، من خلال الرغبة في الحصول على وزارة خدماتية، طبيعي ان تكون من رصيد أمل، وهو ما تعتبره أوساط أمل، من العبّ للجيب…

لكن الشهيّة مفتوحة على الحصة السنية أكثر، وتحديدا حصة المستقبل، فالرئيس سعد الحريري مطالب بافساح المجال أمام توزير أحد شخصيات المعارضة السنية، وعلى الجدول ثلاثة أسماء، كما يقول العارفون: عبدالرحيم مراد، أسامة سعد، وفيصل كرامي، ويبدو ان الرئيس نبيه بري، كان أسرع الى اضاءة شمعة فيصل أفندي، كالعادة، وبالمقابل سيكون ضمن كتلة المستقبل وزير مسيحي.

وفي بيت المستقبل الكثيرمن المستوزرين، وهذا ما استدركه الرئيس الحريري باعتماده فصل النيابة عن الوزارة، ما أوحى للوزير نهاد المشنوق بأنه خارج التشكيلة، حتى بدا من ردود فعله، انه يتهيّأ للابتعاد أكثر…

هذا الفصل، لم يطل الرئيس تمام سلام، بوصفه حليفا للمستقبل وليس جزءا منه، لكن باعلانه استقلاليته عن المستقبل من بعبدا أمس، يعتقد المتابعون انه قد يكون أبعد نفسه عن وزارة الداخلية، أو هي ابتعدت عنه باتجاه الوزير جمال الجرّاح الذي يسعى اليها من زمان، بل ويقال انه هجر النيابة من أجلها، والآن ثمة مساعٍ تجري لاقناع من لا زال غير مقتنع بالمبادلة…

على مستوى التمثيل الدرزي، تمت اعارة الوزير طلال ارسلان ثلاثة نواب من التيار الوطني الحر، فولدت كتلة ضمانة الجبل وهم: سيزار أبي خليل، ماريو عون وفريد البستاني، وذلك لتمكينه من المطالبة بمقعد وزاري من أصل المقاعد الثلاثة التي يعتبرها رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط حقا حصريا لكتلته التي تمثل سبعة من نواب الطائفة الثمانية.

وردا على المطالبين بتوزير ارسلان، الذي هو النائب الدرزي الثامن، المترئس كتلة من ثلاثة نواب موارنة، نصحت أوساط المتابعة المعنيين، باعطاء ارسلان مقعدا مارونيا، انسجاما مع حقيقة كتلته التمثيلية، مع التذكير بالمثل القائل اليد الموصولة لا تضرب، واذا ضربت لا تؤذي.

ويبقى ان جديد حكومة الوحدة الوطنية الموسّعة كما وصفها الرئيس بري أمس، سيكون اضافة عناصر طائفية اليها، تتوزر لأول مرة…