.. اذا لبنان الى أين؟
هل يقطع السياسيون الحوار، فيما بينهم؟
هل يصلون الى طريق مسدود؟
وهل يتفرّج الجميع، على بلد ليس أمامه إلاّ طريقان: الاتفاق أو الخلاف؟
معظم النواب خرجوا عن صمتهم.
تنقلوا بين ساحة النجمة وعين التّينة.
والجواب كان واحدا: لا بد من التضحية.
والمقصود، ان التضحية ببعض المواقف، أفضل من التضحية بالوطن!
وضع السادة النواب أيديهم على قلوبهم، عندما سمعوا بيان بعض رؤساء الحكومة السابقين، تعقيبا على بيان رئاسة الجمهورية حول نتائج مشاورات الرئيس المكلف مع بعض رؤساء الكتل النيابية.
كان بالامكان تأييد بيان الرؤساء فؤاد السنيورة، ونجيب ميقاتي وتمام سلام، فور اذاعته.
لكن الجواب من الجهة الثانية، كان دعوة الجميع الى التفاهم مع رئيس البلاد.
وهذه بادرة تفاهم، لا دعوة الى التشاؤم.
وليس المطلوب الآن، لا المزايدة على مواقف الرئيس المكلّف، ولا مواجهة رئيس الجمهورية.
والرئيس سعد الحريري أساسا، كان داعية حوار، لا صاحب أفكار لصبّ النار على التباينات.
وإلاّ عادت البلاد الى حرب المواقف.
واستعاد لبنان الخلافات السابقة بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومات.
في الحقبة الراهنة، لا بد من معالجة الأمور بهدوء.
ولا أحد يرى خيرا في المواقف الحادّة.
طبعا، ليس المطلوب الإمعان في الخلافات، بين قادة المواقع العليا في البلاد.
ومن حق الرؤساء الثلاثة عون وبري والحريري، ان تكون لهم آراء متفاوتة في القضايا المصيرية.
ولكن، لا حق يعلو فوق صراعات تدعو الى تهميش الآراء.
وقديما قيل، ان الحياة الديمقراطية تقوم على احترام الرأي والرأي الآخر، وإلاّ، فلا معنى للتنوّع الفكري، في البلاد مخافة سقوط الديمقراطية أمام التباينات والخلافات.
كان الرئيس فؤاد شهاب يقول دائما، ان الحرية السياسية تبقى من دون مفهوم عصري، اذا لم يكن الاحترام هو السبيل الى تبادل الآراء والمواقف.
ولبنان اليوم الغارق في بحر من الصراعات، يفقد أساس رهانه على صراع الأفكار، ولا يجود بحق الخلاف، اذا لم يحسن رجال النظام، ذهنية المساءلة والمحاسبة.