IMLebanon

حكومة مدفوع ثمنها سلفاً

لا أحد يريد الآخر.

ولا التوافق مع الآخر.

ومن يستوي على أرائك الحكم يأخذ ولا يحكم.

يأخذ من الحكم ما يريد.

ولا يعفّ عن شيء!

ويقول مرجع كبير، إن الحاكمين تكبدوا غاليا ثمن استوائهم على مقاعد السلطة.

ولذلك، فإنهم يستميتون للحفاظ على ما سددوا ثمنه قبل الوصول اليه.

وهكذا، لا يستغربن احد، استعدادهم لخوض معارك دفعوا ثمنها سلفا، كما تقول سفيرة لبنان الى النجوم، لأنها دفعت سلفاً ثمن جريمة لم تقترفها.

وتقول المغناة إنها أمضت خمس عشرة سنة، خلف غياهب السجون، وعندما عثروا على القاتل الحقيقي يونس وتبين لهم انها بريئة، اطلقوا سراحها.

وهذا ما جعل مستشارها جرجي يعقب على ما حدث بسخرية لاذعة ملا حكومة.

ويهتف: بويا… بويا، بويا، في اشارة الى مهنته المتواضعة.

وهكذا لاذ البويجي بزوجته التي حثته على الابتعاد عن لولو.

***

الحكومة تزعزعت امس ولم تسقط.

وكيف تتهاوى وهي معلقة في الهواء الطلق، ويفتش الناس عن صفقة تبقيها ولا تلغيها.

كيف لا وعاصفة قوية، او نسمة خفيفة، تجعلها في خبر كان.

كان الرئيس سليمان فرنجيه، اول رئيس جمهورية يتسلم الرئاسة بقوة النظام الديمقراطي.

فاز في العام ١٩٧٠، بصوت واحد، وحكم البلاد عبر نظام ديمقراطي.

بعد سنوات كان يتناول الغداء، في زغرتا، عندما اتصل به الرئيس الشهيد رينه معوض، لوداعه قبل مغادرته الى بيروت.

لكن الرئيس السابق للجمهورية، تمنى على الرئيس المنتخب، ان يبقى في عروس مصايف الشمال، ويستدعي من يريد اللقاء به الى اهدن.

بيد ان الرئيس معوض، ذهب الى بيروت للاقامة في المقر الرئاسي المؤقت المقدّم هدية من الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

وبين القصر الرسمي في محاذاة وزارة الاعلام اليوم والمقر الجديد لوزارة الداخلية وشارع عائشة بكار اغتالوه في يوم الاستقلال الحزين حيث احتفل به مع الرئيسين حسين الحسيني وسليم الحص.

***

الحكومة أصابتها بلبلة سياسية، لكنها صمدت.

هل ما حدث، هو بداية لأزمة على الطريق، أم نهاية لمحنة في الآفاق؟

معظم الوزراء لهم حساباتهم.

ولهم أيضاً رصيد مدفوع سلفاً، أم مقبوض.

إلاّ أن لبنان، وعلى رغم الكوارث المحيطة به، باقٍ صامداً في وجه المعايير لا الدساتير.

وحكومة المعايير أقوى من حكومة مدفوع ثمنها سلفاً.

انها مثل لولو بريئة من دم الدافعين والمدفوعين للهيمنة على المقاعد لا على المناصب.