Site icon IMLebanon

خلط أوراق؟!.

 

لا يُستبعد أن تؤدي تداعيات الجلسة الحكومية، التي عُقدت يوم أول من أمس الاثنين في السراي الكبير، إلى خلط مهم في أوراق الخريطة السياسية وجغرافية التحالفات… فثمة بوادر في هذا الاتجاه، ولكن دون بلوغها الخواتيم السعيدة بذل جهود مضنية ستستغرق وقتاً متوسطاً يُفترَض أن تنعكس حلحلةً على مسار الاستحقاق الرئاسي.

 

بداية يجب التأكيد على المؤكَّد كما هو في الصورة اليوم، وهو أن معركة رئاسة الجمهورية محصورة فعلياً، في هذه المرحلة، بين الوزير سليمان فرنجية والعماد جوزاف عون. أي بين المرشحَين غير المعلَن ترشح أي منهما حتى الآن. أما في الزوايا فكثير من الخبايا…

 

نعود إلى خلط الأوراق لنقول إن طليعة بوادرها ظهرت في موقف القوات اللبنانية الذي عبّر عنه الدكتور سمير جعجع عندما قال إنه في حال تمكن الفريق الآخر من تأمين 65 صوتاً نيابياً لرئيس تيار المردة فإن القوات قد تعطّل نصاب الثلثين المطلوب لدستورية الجلسة تعطيلاً أولَ وثانياً وثالثاً، فإذا تمسك حزب الله بموقفه، فعندئذٍ «لن نمضي في تعطيل البلد»…

 

تلقّف مراقبون محليون وعرب وأجانب كلام الحكيم على أنه «بداية إيجابية» نحو توافقٍ ما، إن جاء نصفيّاً، أي أن نواب كتلة «الجمهورية القوية» يحضرون جلسة الانتخاب ولا يصوتون لفرنجية ولكنهم يكونون قد سهلوا العبور أمامه إلى سدة الرئاسة.

 

طبعاً هذا الكلام لم يعجب «التغيريين» الذين ليس بينهم وبين القوات أي «سيمباتي» منذ الإعلان عن نتائج الانتخابات حتى اليوم (…).

 

علماً أنه لا يمكن فصل موقف معراب عن الحراك الإقليمي  والدولي الذي تقوده فرنسا الرئيس ايمانويل ماكرون الذي ليس له اعتراض على أي مرشح، إن كان ثمة مرشّحون يؤثرهم على غيرهم، ولكن يبدو أن حظوظهم ضعيفة جداً.

 

وفي السياق الرئاسي تُبذل مساعٍ حثيثةٌ لتسويق أحد المرشحين وهو صاحب اسم نادر التداول في الداخل إلا أنه يحظى بدعم مرجعيات عُليا في الخارج، ويتردد أن إحداها تعمل على توفير قبوله لدى عواصم فاعلة. وهذه الجهة الداعمة ذات حضور عالمي بارز قَدْرَ ما هي ذات نفوذ معنوي كبير.