IMLebanon

حكــومة.. «السبــعة أرواح»

يصح في حكومة «المصلحة الوطنية» وصف المثل الشعبي القائل إنها»مثل القطط بسبعة أرواح»، لشدة الأزمات التي عصفت بها وأوصلتها إلى حافة الموت السريري، لكنها في اللحظة الاخيرة كان جميع مكوناتها يركنون إلى «الحقيقة الساطعة»، بأن البديل عن هذه الحكومة هو موت وشلل كامل للبلاد وإنهدام آخر معلم من المؤسسات الدستورية ، وبالتالي جاء تعيين رئيس الحكومة تمام سلام لجلسة غداً الخميس دلالة على أن الجميع يعي خطورة هذه «الحقيقة الساطعة»، وإن كانت ستشهد غياباً مبرراً لبعض وزرائها، مثل غياب وزير الاعلام رمزي جريج لأسباب صحية، ومن المرجح أن يعود الوزير نبيل دي فريج من الخارج أيضا إلى لبنان اليوم للمشاركة في الجلسة. كما أشارت مصادر وزارية لـ«المستقبل»، الى أن «وزير الثقافة روني عريجي سيحضر الجلسة»، أما مقاطعة وزراء التيار الوطني الحر وحزب الله فهي لا تزال موضوع نقاش، إذ لفت وزير التربية إلياس بو صعب لـ«المستقبل»، الى أن «وزراء التيار تسلموا دعوة المشاركة، لكن القرار لم يتخذ بعد»، في حين يشدد وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش على أن «حزب الله مع إعادة إنعاش الحكومة لكن لنرى ما هي الوسائل التي يمكن أن تؤدي إلى ذلك، ونحن تسلمنا دعوة المشاركة في مجلس الوزراء لكن حزب الله لم يقرر بعد، وهو سينسق مع باقي مكونات الحكومة حول تلقيهم لدعوات المشاركة وبعدها يتم إتخاذ القرار «.

جدول أعمال مجلس الوزراء سيكون حافلا، فبالإضافة إلى البنود العادية المؤجلة منذ آخر جلسة في أوائل أيلول الماضي، وأبرزها تعيين رئيس جديد للجامعة اللبنانية هناك العديد من البنود الملحة والضرورية أهمها تعيين رئيس جديد للأركان في الجيش اللبناني، وتعيين مدير عام جديد لوزارة الشؤون الاجتماعية، وتصريف موسم التفاح للمزارعين، وإستلام منتوج القمح من مزارعي البقاع، وهذان بندان سيجدان طريقهما إلى الاقرار كما قال وزير الزراعة أكرم شهيب لـــــــ «المستقبل»، لافتا إلى أنه «من واجب جميع مكونات الحكومة التعاون لتفعيل مجلس الوزراء، خصوصا أن جدول الاعمال يتضمن تعيينات وشؤوناً إنسانية وإجتماعية، وكل طرف حريص على بقاء الدولة عليه أن يسهل إنعقاد مجلس الوزراء وخلق جو إيجابي لحفظ البلد، وهذا ما سيكون إختبارا للجميع في جلسة الخميس».

يوافق وزير الاشغال العامة غازي زعيتر على كلام شهيب، ويشدد على أن «وزراء كتلة التحرير والتنمية سيشاركون في الجلسة كما تقتضي الواجبات الوطنية»، واصفا «دعوة الرئيس سلام إلى الجلسة بأنها في محلها لكي تستعيد الحكومة لياقتها الصحية والجسدية، وهذا الامر هو واجب على كافة الفرقاء».

ويؤكد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس أن»الرئيس سلام إستنفد كل الفرص للمّ شمل مجلس الوزراء، وبالتالي لا يمكن أن تبقى الامور مرتهنة بمصالح مكون واحد إلا إذا أراد الجميع أن يدفعوا بالبلاد نحو الموت والشلل».

ويضيف: «الحكومة تسير على منوال ضرورة حفظ البلد منذ تأليفها، وهي تتحاشى السير في حقول الالغام وتسعى إلى تصريف أمور الناس، في هذا الظرف الصعب الذي يعيشه لبنان والمنطقة ولم تتخذ أي قرار إلا بإجماع الكل بمن فيهم وزراء التيار الوطني الحر، وأعتقد أن هذه المصالح تعطلت ما فيه الكفاية نتيجة سفر الرئيس سلام إلى نيويورك، ومقاطعة وزراء التيار الحر وحزب الله، ولذلك فإن الحكومة ستعاود نشاطها بحكم الضرورة ، خصوصا أن تيار المردة أعلن أن وزيره سيشارك في الجلسة، كما أني قرأت بإيجابية كلام رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد حين قال إن حزب الله متمسك بالحكومة، صحيح أنني لست مستبشرا بعودة النشاط المطلوب إلى الحكومة في هذا الوضع المزري ، لكن علينا أن لا نستسلم حتى لا نكتب ورقة نعوتنا بيدنا».